__
حينما تكون مشغولاً بسك الفنانين والفارغة والمقدودة ومبارات الجداد فإنك لن تنتبه للأخطار المحدقة..
كانت ولاية الخرطوم غارقة في غير المهم..
وعبدالعزيز الصادق (3) مختبرات طبية جامعة أمدرمان الاسلامية قتله ذلك الإهمال الشنيع والتراخي المخجل والقاش المرخي..
لكن كلنا يلقي باللائمة على الشرطة…
رغم اننا جميعا نعلم ان الشرطة (الفيها مكفيها)…
المتوفر حاليا لدى الشرطة من معنويات وإمكانات لن يسهم في مكافحة الجريمة دعك من أن القضاء عليها!!..
مسكينة الشرطة فقد فعلوا بها الأفاعيل…
حتى أنهم اقتادوا بعض أفرادها في بث حي و(لايف) إلى غرف التعذيب المفتوحة ولمزيد من التحري والتحقيق..
ليشاهد الجميع فواصل من الإذلال والمهانة على نحو لا ينبغي تصديقه…
لم تنتهي فجيعتنا بنهاية المشاهد والفيديو، بل تواصلت بتفويت الأمر وكأن شيئا لم يكن!!..
(لبد) الجميع وسكتوا عن تلك الجريمة النكراء دون رادع للجناة ودون ملاحقة، وكأنه لا يستحق الإنتباه والمداولة!!..
والشرطة التي تتخلى عن حقها و(معاهو كيكة) لن تكون مستعدة لجلب حقوقنا..
وحتى لو استعدت فسيخذلها المحيط وضعفها وقلة حيلتها وهوانها على الناس..
وكيف لأفرادها العمل دون ذلك الغطاء الفعال من الاحترام والهيبة والإسناد..
يا حليل زمن (الاشلاقات) التي كانت تجعل من الشرطة مجتمعا حقيقيا ضاجا بالقيم متوسما برباط الجأش والقاش ومتماسكاً..
يا (حليل البوليس)..
عندما كان (البوليس بوليس)..
(زمن الزمن زين..
والشعر حدو الاضنين)!!…
طبعا لا يمكن ان نتصور ان الشرطة لم تتأثر بذلك (الصيد الجائر) الذي جرى في كشوفات الإقالات والفصل…
(منو الما دخل يدو؟!)..
الغريبة ان مذبحة مشهودة قد جرت وسط ضباط الشرطة ولم يُعرف حتى الآن من هو مرتكبها!!..
نكرها الجميع..
ثم قضت المحكمة باعادتهم الا ان امرهم لم يراوح..
ما حدث للبوليس يجب دراسته بعيدا من تلك الارتهانات والاستقطابات الحاصلة في السوق (الثوري) ذو الطرق (العميقة)…
نحتاج كلنا إلى شرطة (عليها القيمة)..
لا يجب أن نحيل ذلك الجدل المطلوب إلى تلك الترهات والنقاشات السخيفة لتحميل ما حصل في أمر الشرطة الى طرف من الأطراف، ينبغي الإجابة معاً وبسرعة على هذا السؤال:
(كيف نعيد الشرطة عيون ساهرة)؟!..
وحين نمضي نحو منهمك الانتقال إلى حقبة جديدة لابد من استنبات رؤية جديدة لمؤسساتنا وخاصة الشرطة ذروة سنام تلك المؤسسات…
لا بد من إنضاج عقيدة جديدة للشرطة، تبذل فيها حرصنا على تطويرها ثقافيا ومؤسسيا في واجب مرحلي مهم وملح..
فمن يهتم؟!..
كنا نتوقع أن تتوافق العقيدة الجديدة –التي لم يفكر فيها أحد– مع مبادئ حقوق الإنسان والحريات الأساسية..
ليتم توفير تلك القوة الباطشة نحو أعداء المجتمع الحقيقيون..
وتلك روح لو أطلقت لكفت الناس والشرطة شر تلك (المكاواة):
(ما قلنا مدنية)..
لم يجتهد أحد في تلك النواحي ليحاول بث تلك المدنية…
بل تبين أن الذين صعدوا إلى المنصات، يحملون زيهم الطاغوتي في سويداء القلوب..
ورواكيب ضغائنهم الصغيرة أضحت أكبر من مدن..
قبل (عبدالعزيز الصادق) أرسلت الشوارع والبيوت المغدورة اكثر من انذار بالخطر..
وكانت الاستجابات مخجلة…
شكرا لطلاب جامعة أمدرمان الاسلامية وهم يجددون التذكير بأن ولاة امورنا (ما فاضين لينا) إلا أن نجبرهم بالهتاف و(الشخبطة) على عربات الوزراء والخروج في تلك المواكب.
قتلوا الفكرة قبل أن يقتلوا عبدالعزيز..
قتلت الفكرة وعبدالعزيز (الفئة الباغية).
صحيفة الانتباهة