التاج بشير الجعفري يكتب: حوادث السطو داخل العاصمة!

كثرت حوادث السطو من قبل أشخاص يمتطون عادة دراجات نارية وفي وضح النهار في تحد واضح للسلطات الأمنية ومحاولة ترويع الناس وترهيبهم، وقد جاءت الحادثة الأخيرة قبل يومين والتي راح ضحيتها طالب من كلية المختبرات الطبية بجامعة ام درمان الإسلامية لتسلط الضوء على هذه الظاهرة الغريبة والتي تمثل اسلوب جديد لترهيب الناس والاستيلاء على ممتلكاتهم.

بلا شك أن تكرار مثل هذه الحوادث سيفقد الناس الإحساس بالأمن والطمأنينة التي تعودوا عليهما، وإن كانت هذه الحوادث لا تزال محدودة لحد ما ولم تصل بعد مرحلة أن تعتبر ظاهرة، ولكن بلا شك هي جرائم شاذة ومقلقة ودخيلة على المجتمع السوداني، ناهيك عن أنها تتم في وضح النهار وفي أماكن هي داخل المدن وليست أماكن بعيدة قد تغري الفاعلين بارتكاب مثل هذه الجرائم المستنكرة والغريبة والتي تزهق فيها أرواح بريئة بلا ذنب، وتهدف اساسا لإشاعة الفوضي وحالة “اللا أمن” في اوساط الناس، وهذا ما لم ولن تسمح به السلطات الأمنية المختصة.

ورغم فداحة الجريمة وتأثر الكثيرون لفقد نفس بريئة وهو شاب في مقتبل العمر إلا أن ما طالعتنا به الأخبار من القبض على مرتكبي الجريمة في أقل من ثلاثين ساعة من حدوثها يؤكد أن الأجهزة الأمنية ستظل العين الساهرة لحماية المواطنين وتوفير الأمن لهم، ولتؤكد كذلك أن من يرتكب مثل هذا الجرم لا يمكن أن يفلت من العقاب.

إن ما قامت به الأجهزة الأمنية يعتبر ردة فعل سريعة على الجريمة النكراء التي ارتكبت بقتل طالب بريء كل ذنبه أنه دافع عن نفسه في وجه لصوص أرادوا السطو عليه واخذ الموبايل الخاص به فقتلوه بدم بارد، وقد نجحت السلطات – بفضل الله – في القبض على المتهمين في زمن قياسي وذلك شيء يحمد لها ويحسب لصالحها، إلا أن المطلوب هو أكثر من ذلك، المطلوب إجراءات إستباقية تتنبأ بمثل هذه الجرائم وتمنع حدوثها، وتحد منها، ويتأتى ذلك من خلال جمع المعلومات عن كل ما يخطط له هؤلاء المجرمون، وذلك من خلال تسيير الدوريات الأمنية بشكل مستمر ومداهمة اوكار معتادي الإجرام والضرب بيد من حديد على كل من يسعى للعبث بأمن المجتمع وترويع المواطنين الآمنين.

ولكي تتمكن الأجهزة الأمنية والشرطية من القيام بواجبها على الوجه الأكمل يجب توفير المعينات اللازمة لها للقيام بكل ذلك، إذ أن نعمة الأمن والطمأنينة في المجتمع لا تقدر بثمن.

نأمل أن تقوم الاجهزة الأمنية المختصة بإتخاذ ما يلزم من إجراءات لاجتثاث هذه الجرائم الغريبة على مجتمعنا قبل أن تستفحل وتحصد المزيد من الأرواح.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version