لو كان في عين والي ولاية الخرطوم أيمن نمر شيئاً من المروءة و تحمل المسؤولية لقدم إستقالته على الفور عقب مقتل الطالب عبدالعزيز الصادق محمد يوسف الطالب بالفرقة الثالثة كلية علوم المختبرات بجامعة أمدرمان الإسلامية شهيد العلم والمعرفة .
ولو كان في عين مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق شرطة عيسى آدم إسماعيل مزعة حياء هو الآخر لقام أيضاً بتقديم استقالته لعدم استطاعته توفير الأمن داخل حدود ولايته وفي الصباح الباكر والشوارع في حالة غدو و رواح.
ولو كان لدى وزيرة التعليم العالي البروفيسور إنتصار صغيرون ذرة كرامة لقامت هي أيضاً بتقديم إستقالتها تغطية لفشلها الذريع في بسط هيبة وزارتها على الجامعات على الأقل الحكومية منها و توفير بيئة دراسية آمنة ، عوضاً عن تحويل وزارة التعليم العالي لمكتب جبايات وإدارة للتعليم الخاص مدفوع القيمة ولكن كيف لها بذلك وهي لا تعرف عن الجامعات الحكومية شيئاً ولم تصرف لهم مرتبات شهرين على التوالي . ولو كان لمدير جامعة أمدرمان الإسلامية شيئاً من الإحساس بالذنب و تأنيب الضمير ووخزة التقصير لقام هو الآخر بتقديم استقالته لفشله في حماية طلابه داخل الحرم الجامعي وفي سوح الجامعة .
ولكن من يفهم أدب الاستقالة … ومن يتحرك ضميره و من يشعر بالذنب ….!! بالله عليكم يا هؤلاء الأربعة ماذا تراكم قائلين لأم هذا الطالب لأبيه وأخوته لعشيرته ولزملاءه ودفعته ..!!
ماذا تراكم قائلين لطلاب جامعة أمدرمان الإسلامية وبقية الجامعات ، هل تعتقدون أن تعليق الدراسة ثلاثة أيام يكفيكم ….؟؟ هل تعتقدون أن العثور على الجناة و تقديمهم لمحاكمة سيشفع لكم ….؟؟
كيف نأمن على أبنائنا معكم ….؟؟ كيف نتركهم يخرجون إلى الشارع وفي مخيلتنا أن أحدهم سيعود إلينا و أحشائه منثورة في حوش الجامعة أو قلبه متوقف عند قاعة الدرس أو رأسه قد شج بساطور أو عصا ولاعزاء للحرس الجامعي . هل هذه هي الخرطوم ….فجأة تحولت إلى فيلم رعب ؟؟ مقتل طالب وداخل جامعته ….!!
أن ماحدث لطالب الإسلامية أكبر وصمة عار في جبين التعليم وفي صفحات التاريخ وإن كان هناك شخص أو مجموعة تستحق الثناء فهم مباحث شرطة أبوسعد الذين ألقوا القبض على المتهمين بعد مرور أقل من (٢٤) ساعة على إرتكاب الجريمة فلهم التحية مجهود واضح يستحق التقدير.
خارج السور :
كل التعازي القلبية الصادقة لأسرة الطالب عبدالعزيز ولأهل الجزيرة و المناقل ولكل زملاءه بكلية المختبرات و بجامعة أمدرمان الإسلامية ، نسأل الله أن يتقبله القبول الحسن و يحشره مع الصديقين والشهداء ويلهم أهله الصبر الجميل ولاحول ولاقوة إلا بالله.
صحيفة الانتباهة