أمر في غاية الخطورة ان يقتل طالب جامعي داخل حرم الجامعة، في ظاهرة تكشف عن قصور أمني كبير تعيشه ولاية الخرطوم، وتعرض الطالب عبد العزيز الصادق محمد، الفرقة الثالثة بكلية علوم المختبرات بجامعة أم درمان الإسلامية، لطعنة غادرة بآلة حادة من مجهولين بحسب بيان الجامعة، وخرج طلاب جامعة أم درمان في تظاهر تنديداً بمقتل طالب داخل الحرم الجامعي من قبل لصوص كانوا يريدون سرقة هاتفه المحمول، وقالت ادارة الجامعة انها تحركت على كافة مستوياتها فور تلقيها الخبر برفقة الحرس الجامعي لمحاولة اسعاف الطالب في مستشفى أمدرمان التعليمي وهناك أسلم روحه الطاهرة وكذبت أسرة شهيد الإسلامية بيان الجامعة وقالت ان اسعاف ابنها الى المستشفى تم من قبل بعض أصدقائه
وحديث الأسرة يكشف أن الجامعة لم تكن مسؤولة فقط عن مقتل الطالب بل ان الادارة لم تكلف نفسها بإسعافه ولكنها كذبت وتجملت في البيان هذا مايثبته نفي الاسرة، والجامعة بإعلانها قتل طالب داخل الحرم الجامعي، تعلن معه قصورها الواضح في حماية طلابها، فكيف لجامعة تسمح بدخول الجناة الى الجامعة، دون ان يتم منعهم من قبل موظف الاستقبال في بوابة الدخول، أم أن القضية أكبر من ذلك ولها أبعاد سياسية أخرى..؟
وماذا يفيد تعهد إدارة الجامعة بأنها ستعمل على حماية طلابها عندما قالت: ( لن يهدأ لنا بالاً حتى يتم الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة البشعة) فالإهمال حد ازهاق الأرواح لا يفيد فيه الاعتذار ولا التعهد لأن الحرم الجامعي عندما يتحول الى مسرح جريمة فيجب على الادارة ان تقدم استقالتها بالإجماع دون تردد، لأن القبض على الجناة لن يعفيها من المسؤولية ولن يرمم لها جُدر الحماية المتصدعة، التي حولت جامعة عريقة لها تاريخها الكبير الى وكر للمجرمين أشبه بأزقة الأحياء المخيفة في مدن ينعدم فيها الأمن فالذي حدث أكثر من مقتل طالب ماحدث أزهقت فيه كثير من معاني المسؤولية.
لذلك أن الحادثة تكشف ان سلسلة الحوادث الأمنية والانفلات الأمني بالعاصمة يزداد يوماً بعد يوم، هذا الفراغ الكبير، يجعل السؤال يطرح نفسه، كيف لعاصمة تضيق شوارعها بالجيوش والقوات الأمنية وأجهزة الشرطة والجيش، ان تعاني من انعدام الأمن لدرجة تجعل الأسر لا تأمن نفسها في بيتها ولا تأمن أولادها في الجامعات والمدارس، وكثير من حوادث الاعتداء رواها أصحابها تزامناً مع مقتل شهيد الإسلامية تضيق المساحة لذكرها ولكن يتسع الأسف، ان تكون الخرطوم على شفا حفرة من الانفلات الأمني، الذي إن حدث فعلاً، لن يستطيع وزير الداخلية ومدير الشرطة ولا رئيس مجلس السيادة ان يجدوا لهم عذراً، يبرر لهم هذا القصور الكبير، لذلك هي دعوة للنظر في ملف الأمن أكثر من مرة، فمواطن اشتكى من عناء البحث عن الخبز زمناً طويلاً لاتجعلوه يخاف ويخشى ان يفقد (روحه) في سبيل ذلك.
طيف أخير:
الرحمة والمغفرة لشهيد الإسلامية والعزاء لأهله وذويه
صحيفة الجريدة