ان تخلى قوات (مني اركو مناوي) الحديقة الدولية ومكاتب اللجنة الولمبية ويصبح هذا خبر تتناقله الوسائل الاعلامية والوسائط فهذه سقطة وفوضى . وأن يصبح تصريح عبد الرحيم دقلو (البلد حق ابو منو) خبراً تطير به الركبان ويتناوله المحللون فتلك سقطة وإفلاس لغوي وان النار بالعودين تُذكي وإن الحرب أولها كلام . وسبق أن (شحدنا لله يا محسنين) من رأي منكم نسخة من اتفاق سلام جوبا او الترتيبات الأمنية ان (يشحدنا نسخة) وله الاجر . ولكن لأنها غير متاحة (للعنقالة) من أمثالنا فستستمر سواقتنا كما القطيع نغني لاتفاق (جوبا) ولم نعلم عنه الا ما يتم تنفيذه (بالقطارة) على أرض الواقع ونتحدث عن الترتيبات الامنية ولا نعلم تفاصيلها ! لذا سنشبع فى رؤية وسماع مثل هذه التصرفات اللا مسؤولة . الحركات المسلحة او حركات الكفاح المسلح او الحركات التى (كانت) متمردة على السلطة بالخرطوم سمها ما شئت (برأيي) تتبطح فى ميادين العاصمة وان ابدت فى الجانب السياسي تعقلاً ونضجاً و جدية و مشاركة فى الحكومة بدأت تأتي أكلها ولكنهم فى الجانب العسكري أو قل قادتهم الميدانيين من العسكريين فما زالوا يتحدثون بلغة السبابة والجلابة و (اسمع يا عمك) . (برأيي) من وصف الخرطوم بأنها على فوة بركان يغلى فلم يجافى الحقيقة ومن وصفها بانها تجلس على برميل من البارود ينتظر (الكبريته) فلم يجافى الحقيقة ! و إلا فأين نص الترتيبات الامنية وكيفية الدمج وما هو مصير السلاح الذى دخل الخرطوم والعربات فاقدة الهوية و اللوحات والميادين العامة التى استبيحت فهل لا توجد ترتيبات مكتوبة أصلاً وما نشاهده الان على الارض ما هو إلا نتاج طبيعى لانعدام الثقة التى تعيشها تلك الحركات وتوجسها من سلحفائية شركائها سواءاً الشق المدنى ام العسكري و يأسهم من أن ما لم يأتي به القلم فسيأتي به (الضُراع) !
إذا كانت هناك ترتيبات امنية حقه فهذا يعني ان كل حركة قد علمت حصتها من المكون العسكري من الرتب العليا والجنود و وحدة التسليح والتواجد الجغرافى وليس هناك أي مبرر لدخول العاصمة بهذه الحالة البربرية بعيدأ عن العرف العسكري المتعارف عليه عالمياً فى التحرك ليلاً مثلا و وفق خطط هادئه لا تثير انتباه الانسان العادي . كلنا نعلم اين يقع سلاح المدرعات والذخيرة والاشارة وسلاح المهندسين والسلاح الطبي ولكن لم نجدهم يوما متبطحين فى الميادين العامة يبثون الرعب بين المدنيين بهذا السلوك المستفز المجافى للاعراف العسكرية .
فعلى شركاء السلام أن لا يخدعوا الشعب ويشككوا فى النواياهم حيال حقيقة السلام وليعلنوا للشعب طبيعة التفاهمات العسكرية حتى يطمئن الناس فى سربهم ومعاشهم .
ويجب كما تحدث مناوي وجبريل وغيرهم بلغة السياسيين فاحسنوا ان يحدثوهم ايضاً عن الترتيبات الامنية فهم فى نهاية المطاف القيادة العسكرية العليا لتلك الحركات . والمشاركة فى الحكم لا تعني الفصل بين المسار العسكري والسياسي . فليسارعوا وبحكم المسؤلية التاريخية ان يزيلوا هذه المظاهر السالبة من الحياة المدنية فالجيش تظل له ثكناته المعروفة و الحركات ايضا يجب ان تكون كذلك حتى يكتمل الدمج التام و التوزيع داخل وحدات القوات المسلحة المختلفة إلا إن كان قدرنا أن يكون لدينا قوات دعم سريع رقم واحد واثنين وثلاثة والى ما لا نهاية والكل منها يدعي تبعيته للجيش وهي خارج قيادته وعندها فكبر على السودان أربعاً .
قبل ما أنسي : ـــ
الى زعماء الحركات الموقعة على سلام (جوبا) مع التحية : ـــ
البسوا (الكاكي) واقعدوا مع قيادة القوات المسلحة لاستكمال الترتيبات الامنية فالمسؤلية لا تتجزء . ولا تحسبوا أن كثرة الحديث عن قواتكم هو نوع من الهلع والخوف ولكنها قناعة وطنية راسخة بحتمية السلام واشفاقاً عليه من ان يؤتي من قبل متفلتين هنا وهناك لذا عندما نقول قننوا قواتكم كما اتفقتم إنما هى صرخة وطنية متجردة تخشي على وطننا من انتقال عدوي النموذج (الليبي) و(اليمنى) والعاقل من اتعظ بغيره اللهم فاحفظ السودان
صحيفة الانتباهة