السودان والسعودية .. هل حان آوان الاستثمار ؟

حالة من الارتياح سادت الأوساط السودانية جراء زيارة رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك برفقة وفد رفيع إلى السعودية وماتمخض عنها من اتفاقيات على رأسها انشاء صندوق استثماري سعودي في السودان فهل حان الوقت للاستثمار في السودان الذي ظل لسنوات بعيدا عن جذب الاستثمار الأجنبي المباشر بشكل كبير لجملة من التعقيدات على رأسها وجوده ضمن قائمة الإرهاب الأمريكية.

زيارة رئيس الوزراء والوفد المرافق له إلى المملكة العربية السعودية حققت نجاحا كبيرا وبحسب الصحيفة تعهدت قيادة المملكة بالدعم الكامل للشعب السوداني وحكومة الفترة الانتقالية ووافقت على استئناف دفع المنحة السابقة؛ البالغ قدرها 1.5 مليار دولار كما عقد رئيس الوزراء د. حمدوك، اجتماعاً مع ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان، تم الاتفاق على التعاون المشترك وتبادل المصالح واستقرار وأمن البلدين واستثمار الإمكانات والمقدرات الكبيرة البشرية والمادية بينهما من أجل رفاه شعبي البلدين كما تعهدت قيادة المملكة على إنشاء صندوق استثماري خاص بالسودان، تسهم فيه الرياض بمبلغ 3 مليارات دولار، وستدعو دول الخليج للمساهمة في الصندوق الاستثماري كما تمت مناقشة قيام مشاريع “زراعية، حيوانية وسياحية”، يتم تنفيذها مباشرة عقب التوقيع عليها من قبل الوزارات المختصة بين البلدين.

عدد من الخبراء الاقتصاديين الذين تحدثوا لـ “السوداني” وصفوا التوجه السعودي للاستثمار في السودان بالممتاز خاصة وأنه عانى لسنوات من ضعف الاستثمار بانطلاق مشروعات استثمارية كبرى تسهم في إنقاذ الاقتصاد واقترح الخبراء إطلاق مشروعات البنية التحتية بالاستفادة من الصندوق الاستثماري السعودي للسودان لخلق بيئة جاذبة للاستثمار في البلاد واصفين خطوة انشاء الصندوق بالمهمة للاقتصاد.

خطوة مهمة :
ويرى المحلل الاقتصادي عز الدين إبراهيم في حديثه لـ “السوداني” إن خطوة المملكة بانشاء صندوق للاستثمار في السودان مهمة ومؤسسة داعياً إلى تفعيل الاستفادة أيضاً من الهيئة العربية للانماء الزراعي التي أنشأتها الدول العربية في السودان منذ سبعينيات القرن الماضي مشدداً على أهمية توجيه أموال الصندوق السعودي لتطوير البنى التحتية الأساسية ، خاصة الكهرباء والطرق والتعليم والصحة إلى جانب النقل بإنشاء أسطول طائرات وتطوير النقل البحري خاصة وأن تلك القطاعات مهمة جدا للاستثمار فضلا عن تطوير القطاع الزراعي ، وزيادة الطاقة التخزينية بإنشاء الصوامع والمخازن للتبريد سواء كان للحوم والخضروات والفواكه إلى جانب انشاء المسالخ وإكمال مطار الخرطوم الدولي الجديد ومعالجة مشكلة مشاريع المياه والصرف الصحي إلى جانب مشكلة السيول والفيضانات.

إزالة العوائق :
َوزير المالية جبريل إبراهيم أكد فى وقت سابق ضرورة تطوير قانون الاستثمار وإزالة كل العوائق التي تقف حجر عثرة في طريق رجال الأعمال السعوديين وغيرهم من المستثمرين لتحول دون إنشاء مشاريع استثمارية مشتركة بالسودان من أجل مصلحة البلدين والإقليم ككل .
ويقول المحلل الاقتصادي د. محمد الناير فى حديثه لـ “السوداني” أن إطلاق صندوق استثماري من السعودية للسودان أمر جيد يسهم في زيادة حجم الاستثمارات في السودان وإنشاء عدد مقدر من المشروعات في البنى التحتية مضيفا ولكن حتى يكون لهذا الصندوق إسهام مقدر لا بد من التسريع في إنشائه في أسرع وقت خاصة وأنه يعول عليه في أن يكون إحدى الأدوات المهمه في تحقيق استقرار سعر الصرف بعد توحيده كما أنه يسهم فى خفض معدل التضخم خاصة فيما يتعلق بإنشاء المشروعات الإنتاجية بما يؤدي إلى زيادة الإنتاج وخلق مزيد من فرص العمل.

مشكلة البيروقراطية :
ويشدد المحلل الاقتصادي الصادق طه فى حديثه لـ “السوداني” على أهمية معالجة كافة معيقات الاستثمار في السودان خاصة مشكلة البيروقراطية إذ لابد من التحسن فى أداء الأعمال لجذب مزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر خاصة بعد الاصلاحات الاقتصادية التي تمت في ظل حكومة الفترة الانتقالية مضيفا كما أن على الحكومة الاهتمام بتدريب القائمين على أمر الاستثمارات والعمل على سهولة تحويلات الأرباح للمستثمرين خاصة بعد توحيد سعر الصرف .

مشروعات استراتيجية :
وفي فبراير الماضي أجرى السودان والسعودية عقب زيارة رسمية لوزير الدولة للشؤون الإفريقية بالخارجية السعودية أحمد عبدالعزيز قطان محادثات تتعلق بإنشاء مشروعات استراتيجية بين البلدين تستطيع أن تساهم بشكل كبير في تغطية إحتياجات المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج مما تحتاجه خاصة المحاصيل الزراعية إلى جانب قيام مشروعات عملاقة في مجال النفط والغاز لبناء شراكات استراتيجية.

وتستثمر السعودية في أكثر من 500 مشروع زراعي وصناعي وخدمي في أربع ولايات سودانية وفق البيانات الرسمية، ليبلغ عددها في القطاع الصناعي نحو 145 مشروعاً بقيمة ملياري دولار، وفى القطاع الخدمي 263 مشروعاً باستثمارات 12 مليار دولار وفي الزراعة 95 مشروعاً بقيمة 11 مليار دولار.

الخرطوم :الطيب علي
صحيفة السوداني

Exit mobile version