بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)
ايه الحلاوة دي ! ايه الطعامة دي ! سمعونا الصلاة على النبي (يا جدعان) رئيس وزرائنا صحا من نومه طويلة ترأس وفدا عالي المستوي الى السعودية بالامس الاول واليوم الكابتن (ما لحق) يغير الزيت زيارة أخري بوفد رفيع المستوي الى القاهرة فما الذي يحدث فهموني (يا جدان) اهذا هو حمدوك النائم قرابة العامين الذى نعرف أم شخص آخر ؟ ايه النشاط ده . هذا ما قلناه فى اكثر من مقال أن بقدوم الجبهة الثورية كشريك فى الحكم فما على حمدوك الا أن يجري ويجري وإلا فالبديل قد رآهُ الناس فى شخص الدكتور جبريل ابراهيم . لم يهدأ حراك الرجل منذ ان تسلم مهامه وندعو له وللمخلصين من وزرائنا بالتوفيق .
نعم وفد حكومي كبير كهذا وآراء متباينة عن الشقيقة مصر لا بد ان يأتى بشئ جديد وان يخرج بهذه الزيارة عن النمط التقليدي للعلاقة بين مصر والسودان الى شئ ملموس على ارض الواقع . فهذا هو قدرنا مع مصر ولا فكاك منه ولكن ظلت كثير من الاصوات وكاتب هذه السطور منها تنادي بتصحيح مسارهذه العلاقات بما يحقق المنفعة المتبادلة والانعتاق من عقلية التبعية التى نجحت مصر فى ترسيخها فى أذهان كثير من السودانيين منذ عقود ، أنظر الى المناهج القديمة إن شئت التاريخ كله مصري والجغرافيه كذلك واذاعة وادي النيل وهجرة الطلاب للدراسة بمصر وانتظار الفتوي من الازهر الشريف ونمط المسلسلات المصرية كل هذه الاشياء وغيرها كانت تصب فى ذات المنحي وهو الاعجاب بكل ما هو مصري .
ولكن فى المقابل أليست هذه هى الحقيقة بان مصر وبحكم موقعها الجغرافى قد سبقتنا فى النهضة والتنمية
المصريون يجمعهم هتاف (تحيا مصر) فماذا يجمعنا نحن لا شئ ! اشتم المصري بما شئت وسيتقبلها ولكن إياك ان تلعن مصر ، اذاً لعب اعلامهم ومسلسلاتهم دوراً كبيراً فى توحيد الجبهة الداخلية المصرية أذكر أن المشير طنطاوي وزير الدفاع ابان الحراك الذى اطاح بحسني مبارك كان يتفقد جنوده فى موقع ما بالقاهرة وكان يقف وجهاً لوجه أمام الجندي ويخبط على ذراعه الايمن قائلاً له (شد حيلك مصر محتاجاك) ! لا نقدح فى وطنية قواتنا المسلحة ولكن اردت الاشارة الى نقطة محورية واحدة يجب ان يلتف حولها الشعب حكومة ومعارضة وهى (الوطن) . المصريون و بما أن بلدهم قد تعرضت لعدة فتوحات خارجية فجاءهم الفاتحون بخبراتهم ومهاراتهم اليدوية او العلمية فاذا التفت حولك عزيزي القارئ ستجد ان قريتك او حيك والى زمن قريب كانت بيوته من الطين اللبن او الاحمر اذا قارنت باقدم مسلسل مصري ستري الريف قد عرف العمارة منذ زمن بعيد .
عدم (تماثلية) العلاقة بيننا وبينهم من السبب فى ذلك (برأيي) نحن نتحمل الجزء الاكبر منهذا الخلل فقبل ان نتحدث عن هجرة العجول والذهب والحبوب الزيتية شمالاً يجب أن نسأل انفسنا من باع لهم ؟ اليسُ نحن؟ إذا ما نعانية من تدمير اقتصادي وفى اعتقادنا انه بفعل مصر وحدها قد يجافى الحقيقة . فنحن شركاء فى هذا التدمير . فشلنا فى توطين العلاج بالداخل فأصبح كل من يشكو صداعاً ليس امامه سوي مصر فمن المسؤول مصر أم نحن ؟ حدثنى أحد استشاريي الاورام ان مستشفيات الذرة افتتحت فى العام1968 م فى كل من الخرطوم ومصر وجنوب أفريقيا ! فأين هم الان وأين نحن من هذا التراجع ؟
فى ثمانينيات القرن الماضى كنت اذهب للكلية بشارع صفية زغلول بالاسكندرية يومياً من محطة الرمل الى الكلية مشياً على الاقدام فى مسار ساعة تقريبا ، كل المحال التجارية مشرعة ابوابها منذ الساعات الاولي من الصباح بنشاط وحركة ولو لم يكن هناك زبون واحد ! فقل لى بربك متى تفتح اسواقنا ومحالنا التجارية ؟ يا سيدي يجب ان نتغير ونعيد (فرمطة) لمفهومنا حيال استخدام الوقت ، المصريون يا سادتى لا يزرعون البصل فى (سرابات) كما توارثناها نحن بل فى احواض لاجل الاستفادة من اكبر مساحة مزروعة فكم ينتج فدانهم من البصل وكم ننتج نحن؟ فرق شاسع . (ضَهَر) الترعة لم يتركوه للاعشاب والحشائش بل اثقلوه بذراً وزراعة (ففرمطوا) عقولكم أيها السودانيون .
الحكومة تحتاج لاعادة صياغة لهذه العلاقة بعقلية (التجار) وليس امام حكومة حمدوك الا ان تفعل ذلك اذا ارادت ان تنجح فى هذا الملف المُعقد لست بحاجة ان ارسم خارطة طريق فلكل وزير رؤيته ومستشاريه ولكن (برأيي) يجب ان تطغى عقلية التجارة على علاقتنا بمصر والبعد بها عن سوق (واخد بالك) وبورصة الامانى الطيبة فلم تعد (تأّكل عيش) فى هذا الزمن .
قبل ما أنسي : ـــ
أسهل حاجة عندهم (بيع الترام) فأنتبهوا يا حمدوك والكلمة قلبوها وش و ضهر قبل ما تردوا عليها (أوكي)؟
وأخيراً : ـــ
جبريل ياخ الزول ده قطعتو نفسو يا جماعة شويه شويه عليهو
صحيفة الانتباهة