بروفيسور سوداني يحكي تفاصيل اعتقاله في سجن الحكومة ل 10 أيام

امضيت عشرة ايام من عمري في سجون قحت وبأمر الطواري. دخلت فيها السجن ولم أعلم ماهو الجرم الذي ارتكبته وخرجت كذلك ولم أعلم لما خرجت ويحدثونك عن الحرية والسلام والعداله. ودخل معي أخوة أفاضل لا أزكيهم على الله ولكن كان لوجودهم الأثر الكبير في تخفيف المصاب. تم اعتقالي ومن داخل بيتي في مقر عملي بجامعة الجزيرة ولا اشك ان ادارة الجامعة على علم مسبق بل شريك فيما أصابني. فقد ضاقوا ذرعا بالحريات ولا يفوتني هنا أن أشكر أفراد المباحث الذين نفذوا الأمر فقد كانوا في غاية الأدب والاحترام واحسست انهم في حرج فحاولت أن الطف الجو. ذهبت إلى مبنى المباحث وجدت أناس مغلوب على أمرهم وهم في حيرة مما يحدث ويحركون أمر الاعتقال من مكتب إلى مكتب والكل محتار حتى انتهى بي الأمر إلى عنبر الاعتقال. وقد انتابني احساس بأني سلعة ولست إنسانا لأنني لم أجد من يسألني أو يقدم لي شرحا عن سبب اعتقالي.

وفي مثل هذه الحالات يصل الغضب بالإنسان إلى أقصى درجاته وتبدأ معاناة الاسره الأبناء والأهل والأصدقاء الكل في حيرة ولايجدون تفسيرا لما حدث. لأنهم شهود على حياتي العامه. وهنا لابد من أن أشكر كل من وقف ودعم وساند وسأل عني خلال تلك الفتره. وفي المقابل اني أتعجب من موقف الجامعة وإدارتها وموقف الكلية وإدارتها فقد كان سلبيا إلى أبعد الحدود رغم الفترة التي ناهزت على الثلاثين عاما في خدمة الجامعة والكلية وقد بلغني أن الكلية كانت تبحث عن اساتذة لتدريس المقررات التي اقوم بتدريسها لآخرين وقد رفضوا جميعا رغم التهديد فلهم مني الشكر والتقدير. وهذا يدل دلالة قاطعة أن الحي أولى من الميت عند إدارة الكلية وهي تريد رفع التمام. وان المقررات أولى من الأستاذ بل الأمر وصل لتهديد من طلب منهم ذلك وحرمانهم من التقديم للترقيات أن هم أصروا على رفضهم لتدريس المقرر حقيقة هذا الموقف المخزي كان أكثر إيلاما من السجن. ولكنه قد افادني كثيرا في ترتيب العلاقات. ومعرفة الصديق من الخصم. وبعد أن نفذت قحت
ما أرادت قررت الإفراج عنا فأخذتنا تحت حراسة مشددة إلى مكان للاستجواب بل الأحرى لجمع البيانات. ولا أدري بأي صفة يتحروا معنا ومن الذي أعطاهم الحق وبموجب اي قانون. ثم يطلبوا منك التوقيع على إقرار لا خلاف عليه ثم يسمحوا لك بالحريه وبعدها يمكنك الذهاب إلى بيتك. فأي بلد نحن فيه واي حريه يتحدثون عنها واي قانون يحتكمون إليه لا أدري.

بروفيسور/فضل المولى عبدالله ادريس
جامعة الجزيره

Exit mobile version