سيكتب التاريخ كل شيء ….( كل شيء ) ..!! سيوثق الأحداث و الأخبار والصور ، سيسجل الحركات والسكنات والإبتسامات ، و ستحتفظ دار الوثائق رغم نهبها ظهر أمس ستحتفظ بكل شيء ، فالأقراص المدمجة موجودة ، والفضاء الاسفيري جاهز ، والأقمار الصناعية لا تتوقف .
سيحفظ التاريخ دورهم جميعاً ، هؤلاء و أولئك و هم ، كل من باع الوطن أو حفظه ، و كل من ساوم وكل من قاوم ، و كل من قايض وكل من رفض ، وكل من رهن و كل من فصل و كل من قسم وكل من خان وكل من حنث وكل من غدر وكل من هرب وكل من سرق …!!
أيضاً سيحفظ التاريخ دور أصحاب المواقف الرمادية ، ناس أمسك العصايا من النص .
هل تعرفونهم …؟؟ أصحاب المواقف المرتجفة والشخصية المهزوزة ، الذين لا يعرفون ماذا تعني كلمة الكرامة ولا حتى يدركون معنى الوطن ولكنهم يجيدون جيداً دفن رؤوسهم في الرمال .
سيكتب التاريخ أن اليوناني هيرودوتس تململ كثيراً في قبره وهو يتحسر على تدويناته التي كانت تتحدث عن أن الآلهة يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي و يأتي بصحبتهم المصريين ليتعلموا الكتابة من التاتهسيو (اسم السودان القديم ) ….!! عندما كان للسودان هيبة و مكانه.
وسيتحدث التاريخ أن ملوك نبتة كاشتا وبعانخي ماتوا الف مرة في قبورهم حين يتذكر بعانخي غزوه لمصر وإخضاعها لملكه ولم ينسحب منها إلا عقب تدفق الجيوش الآشورية عليها ،ثم يعلم بإنكسار قادتنا وخذلانهم لقضايا الأرض .
و سيتحدث التاريخ عن ذهول الملكة أماني شاخيتو التي حاربت الرومان وأخضعت مصر حتى أسوان لحكمها ستذهل من إحتفاءنا برئيس مصر .
وسيتحدث التاريخ عن حسرة محمد علي باشا الذي غزا السودان بحثاً عن الرجال والذهب حينما لم يجد لديه رجالاً في مملكته ، سيتحسر الرجل هل هذا هو السودان الذي كانت تشد له الرحال بحثاً عن الرجال …!!
أين نحن من تاريخنا هل هؤلاء هم أحفاد أولئك ….!! ، هل هذا هو السودان …..!!
خارج السور :
يوم أمس أستيقظ أحد أبواق وكلاب المخابرات المصرية عقب أن أخذ حصته من ضرب زوجته له ، ألم يسمع حديثنا جيداً لقد قلنا على أنصاف الرجال أن يمتنعون عن التعليق …!!
راجعوا دار الوثائق و مؤلفات سير جيمس و مكي شبيكة و جعفر شاش و نعوم شقير و د. سعد عبدالله
حلايب سودانية
صحيفة الانتباهة