السودان أصبح دولة عقيمة، مهما تغيرت الأنظمة لا يتغير الحال إلا لما هو أسوأ

أضحكني مدير مؤسسة اقتصادية، وهو يحكي لي عن بعض الذين فصلهم عن العمل لأسباب متعلقة بكفاءتهم أو نزاهتهم، قبل سقوط نظام الإنقاذ.

قال لي: في ذلك الوقت ذهب المفصولون لقيادة الحزب بدمع كذب، وادعوا أن فصلهم تم لأنهم (إسلاميون)!
وحينما سقط نظام الإسلاميين، ذهب ذات الأشخاص إلى قيادة الحرية والتغيير وادعوا هذه المرة أن فصلهم تم بسبب دعمهم للثورة
ومناهضتهم الكيزان
أذكر في بداية عهد الإنقاذ استخدمت ذات الأسلحة ولكن تحت شعارات ولافتات أخرى.

كان يكفي الهمس أو التقارير السرية عن شيوعية أو علمانية مسؤول أو موظف حتى تتم الإطاحة به!
بل الأمر كان يتجاوز التصنيف السياسي لرصد وتتبع السلوك الشخصي وربطه بالتوجهات الفكرية.

مجموع هذه المعارك الصغيرة المزمنة، والتصفيات الكيدية المُتبادَلة لها مردود سالب على أجهزة الدولة.
نعم، أضعفت الدولة وأورثتنا الفشل، وأفقدتنا كثيراً من الكفاءات تحت سنابك المعارك السياسية والشخصية، لنصبح دولة عقيمة، مهما تغيرت الأنظمة لا يتغير الحال إلا لما هو أسوأ.

ضياء الدين بلال

Exit mobile version