ما أن تم إعلان تعويم الجنيه وتنادى المخلصون من أبناء الشعب داخل البلاد وخارجها في المهاجر للمشاركة في حملة التحويلات والإسهام في إقالة عثرة وطنهم وتخفيف عبء الحياة حتى تنادت الفلول داخل الوطن وخارجه لإفشال هذا المسعى بتآمر مضاد لزيادة المصاعب المعيشية نكالاً ونكاية بالشعب..! وتوزعت أدوار الفلول لاستخدام كل ما بين أيديهم من أسلحة صدئة.. ودبت الحركة بين شراذمهم بوقود الحقد لإفراغ ما بأنفسهم من سخائم ومن بينها هذا المسخ الذي يحمل اسم “عبد الحي يوسف” والذي يصوّر الانحدار الأخلاقي في أبشع تجلياته..! فوضع أمامه (جهاز لاب توب) في مسكن بتركيا لم يرثه من أبيه.. وكذب على الله وقال إنه تلقى سؤالاً حول جواز التحويل لحكومة السودان.. هل هو حلال أم حرام..؟!! فتنحنح ومشّط (عثنونه) بيده وهو يظن أنها لحية تجعله ورعاً.. في حين أنها تزيد من الهزء وتجعل منه (إنتيكة زمانه) وتظهره في هيئة الحمقى والمحتالين والمتبطلين من أصحاب اللحى الخائبة التي تثير السخرية على (مساخيت) الفكاهات الفجة وحثالات المجالس أمثال أشعب وهبنقة وجحا الأنطاكي وقراقوش وطرطوف الفرنسي وراسبوتين الروسي وأشباههم من المخادعين وأرباب الفجور والطمع ومتطفلي المآدب والمتمسحين بالدين سبيلاً لملء البطن وأكل السحت.. ثم أفتى بحرمة التحويل (لأن الحكومة كافرة) ثم أغلق اللاب توب بعد أن أبرأ ذمته..وهكذا أوصل رسالته إلى أولياء نعمته من الفلول بمعنى (إنني قمت بدوري / أبلغوا المخلوع عني)..!
هل يمكن أن يبلغ السقوط والمتاجرة بالدين درجة أسفل من هذه..؟! وإذا قلنا بالأمس إن التكسّب بالدين (هو الملاذ الأخير للأوغاد) فإن قصة هذا الرجل وأشباهه أبعد عُهراً من الأوغاد.. لأن رذائلهم مركّبة (طبقات بعضها فوق بعض) وبينها تكفير الآخرين..وهذا الرجل (مطعون في ذمته) باستلام المال المسروق سراً..وهو هارب من العدالة، ويملك من غير أصول معروفة دوراً وقصوراً وشركات وأعمال وقناة تلفزيونية ويعيش في الخارج بمال منهوب.. والواعظ والداعية لا تتغير وظيفته بالمكان.. فلماذا لا يصعد على منابر إسطنبول وأزمير ليهاجم (علمانية تركيا) التي يستنكفها في الخرطوم..! وحتى إذا جاز استلام المسروق للأفندي الفاسد واللص المحترف والصعلوك المتشرد والنهّاب الهمباتي فإنه لا يجوز في حق الداعية الذي يصعد المنبر وهو يتزيا بزي الدين ليغطي على السرقات؛ وأسوأ من ذلك أن يستخدم الدين في تبرير إزهاق الأرواح والتزلف للسلطان ومباركة الباطل والإعانة على الظلم وسلب الحقوق.. وهنا تكمن جريمة (هذه الآفة) التي تحمل اسم عبد الحي يوسف..ولا يهمنا شخصه إنما الإشارة إلى (طرح الإنقاذ) وغثاء سيلها الذي نشرته على أرض الوطن في سنواتها الكوالح…وباعتبار أن هذا الرجل يمثل النموذج المخزي للسقوط الأخلاقي..فكيف تجد تفسيراً لهروب شخص من اتهام يمس الشرف والأمانة بدلاً من أن يبقى في بلاده ليدافع عن سمعته ويواصل (رسالته الدعوية)..! ولكنه مثل صاحبه الداعية الآخر الذي قام بتحويل مئات آلاف اليوروهات إلى إسطنبول وصعد إلى المنبر يدعو إلى تقاسم اللقمة مع الفقراء..! والرجلان ومن معهما من (دعاة الإنقاذ) حاصرتهم الإدانات بتنصيب أنفسهم أعضاء ورؤساء في مجالس إدارات أكثر من 16 هيئة ومؤسسة تصلهم (المظاريف) في بيوتهم بغير شغل ولا مشغلة..! هذا هو فهمهم للدين واتشاحهم بالقفاطين…ولا تفسير لهروبهم وهم يعلمون أن قادتهم يضحكون ويسخرون ويتنططون في المحاكم ويتطاولون على القاضي ومعهم عشرات المحامين.. فما الذي يجعل هذا الرجل يهرب بهذه التهمة المشينة ولا يغضب للحيته.. ولو كانت اللحية وحدها تجعل حاملها صاحب خُلق وورع لحصلت على هذا المقام (التيوس الجبلية)..!!
صحيفة السوداني