سباق البحر الامريكروسي !!

صباح محمد الحسن

بالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بصياغة استراتيجيات لها تهدف إلى بسط النفوذ والهيمنة على مناطق متفرقة من العالم في مقدمتها الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأحمر، وفي فترة قريبة سعت امريكا لإقامة شراكات استراتيجية مع السودان لتعزيز الأمن البحري، تنفيذاً لخطتها الشاملة في الشرق الأوسط والخليج والبحر الاحمر تحديداً.
ولم يخفِ قائد القوات البحرية وقيادة النقل البحري في أوروبا وإفريقيا النقيب فرانك أوكاتا مشاعره عندما عبر قائلاً (يشرفنا العمل مع شركائنا السودانيين في تعزيز الأمن البحري، وترغب القوات المسلحة الأمريكية في تعزيز شراكتها المتجددة مع القوات المسلحة السودانية التي تبدأ صفحة جديدة لكتابة عهد جديد (متوهج) يتسم بتعاون عسكري وسياسي بين واشنطن والخرطوم أكدت بداياته فعلياً زيارة نائب قائد القوات الامريكية الأفريقية السفير اندرو يونغ، ومدير المخابرات في القيادة العميد الاميرال هايدي بيرغ للسودان في يناير الماضي.
ولكن هل تتقاطع مصالح الولايات المتحدة الامريكية حول البحر الأحمر مع مصالح روسيا التي وصلت سفينتها الحربية الروسية إلى ميناء بورتسودان بعد يوم واحد من وصول السفينة الحربية الأمريكية، يو أس أس تشرشل، إلى الميناء نفسه، ومعلوم ان روسيا والسودان قد وقعتا اتفاقية مسبقة، حول إقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر بهدف تعزيز السلام والأمن في المنطقة، ولا تستهدف أطرافاً أخرى، حسبما جاء في الاتفاقية، كما انها أبرمت مع الرئيس المخلوع إقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر مع رئيس روسيا ووزير دفاعها مقابل تزويد السودان بأسلحة دفاعية روسية.
أعلن عن هذا البشير عندما سألته إحدى الوكالات الاعلامية عن ما إذا كان ناقش مسألة إقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر مع الرئيس فلاديمير بوتين، قائلا “نعم أولاً مع الرئيس الروسي، ثم مع وزير الدفاع سيرغي شويغو لكنه أردف سريعاً إن هذا ليس اتفاقاً بل تفاهم.
وبعد زوال حكم المخلوع لم تنقطع رغبة روسيا في مصالحها حول البحر الاحمر لاسيما انها تستند على اتفاق رسمي وشجعها على ذلك رغبة بعض العسكريين في السلطة الذين لم يعترضوا على المضي قدماً في خطوات الاتفاق الروسي.
لكن رغبة الحكومة التنفيذية في إقامة علاقات تعاون أكبر مع أمريكا، جعل امريكا تكون أشد حرصاً على مصالحها في البحر الاحمر، برهنت ذلك بزيارة القائم بالأعمال الأمريكي، براين شوكان، الى ميناء بورتسودان للقاء طاقم سفينة حربية أمريكية، وصلت أمس الاول لكن وبعد دخول السفينة الامريكية كشفت مصادر عن وصول سفينة استطلاع روسية إلى الميناء، مع أنها كان يفترض أن تدخل في وقت آخر لكن يبدو انها تعجلت قدومها من خوفها من سيطرة الولايات المتحدة الامريكية على الميناء لاسيما ان امريكا تدعم الحكومة الانتقالية في السودان وهذا يعزز من فرصها.
هذا الحراك والتسابق بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا على ميناء البحر الأحمر ربما يدخل الحكومة الانتقالية في حرج كبير ان لم تتعامل معه بقدر عالي من الوعي السياسي، الذي يجعل مصالح السودان أولاً، فالاتفاق الامريكي ربما يكون أكثر حظاً من الاتفاق الروسي الذي لم يكتمل الا بموافقة المجلس التشريعي أضف الى انه اتفاق تم في عهد الحكومة السابقة التي من المعلوم انها قدمت مصالحها الشخصية على مصالح الوطن، لاسيما ان الاتفاق تم والبشير يعاني من عزلة دولية خانقة
والسباق الامريكروسي ربما يتواصل لأنه من المتوقع وصول سفن أمريكية جديدة الى ميناء بورتسودان في اليومين المقبلين، وربما أخرى روسية، بالتالي يجب ان يوازي هذا الحراك موقفاً واضحاً من الحكومة الانتقالية لتحديد مصالح السودان، لأن حركة السفن المتقدة في الميناء لاتتناسب مع هذا السكون والصمت والجمود من قبل الحكومة.
طيف أخير:
لا تنتظر من أحد أن يمنحك فرصة، قدمها لنفسك

***********

صحيفة الجريدة

Exit mobile version