امتدادا للاهتمام التركي بالإرث التاريخي العثماني في السودان، واصلت أنقرة مد أيادي العرفان لأسرة السلطان علي دينار حليف الخلافة العثمانية، وآخر سلاطين “الفور” الذي عرف بمقاومة الاستعمار الإنجليزي لنحو 18 عاما، واهتم بتأسيس دولة قائمة على تعاليم الإسلام ونشر العدالة وعرفت بسلطنة الفور.
وحكمت سلطنة الفور منطقة دارفور الحالية بغرب السودان لقرون وكانت دولة مستقلة، والفور من أكبر الجماعات العرقية بإقليم دارفور واستمد اسمه لاحقا منها.
وبحسب المؤرخين فإن السلطان علي دينار ظل يحكم سلطنة الفور من عام 1898 إلى أن استشهد في معركة “برنجيه” ضد الجيش البريطاني في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1916، حين تمكنت طائرات الاستعمار من تشتيت قواته وقتله رفقة عدد من قيادات جيشه ومرافقيه، بعد أن حافظ على استقلال دولته بعد سقوط الدولة المهدية لقرابة 20 عامًا.
رجل من نار
ودينار في اللهجة المحلية تعني “هذه نار”، وتطلق على المحارب القوي والشجاع في الثقافات السودانية (رجل من نار)، في حين أكدت مصادر محلية أن والدة السلطان هي أول من أطلقت عليه اللقب لما يمتاز به من شدة وغلظة منذ صغره.
وزار سفير تركيا لدى الخرطوم عرفان نذير أوغلو الأسبوع الماضي الميرم حرم ابنة علي دينار، ولاقت الزيارة اللافتة أصداء طيبة وسط الأسرة الممتدة وحظيت بترحاب واسع.
والميرم حرم هي أصغر بنات السلطان علي دينار، وهي الابنة الوحيدة التي ما زالت على قيد الحياة حيث تقطن مع حفيدتها بضاحية الجريف شرقي العاصمة الخرطوم.
والميرم تعني “الأميرة” وهو لقب كان يطلق على ابنة السلطان إبان ممالك دارفور، أما الكنداكة فهي “الملكة العظيمة” وقد استعيد إطلاق اللقبين على الناشطات السودانيات في ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018 التي أسقطت نظام عمر البشير.
السفير التركي وسط اسرة الميرم حرم بضاحية الجريف شرق الخرطوم
السفير التركي يتوسط الميرم حرم وأسرتها بضاحية الجريف شرق الخرطوم (ترك برس)
دار الزغاوة
وقالت السفارة التركية في تغريدة على تويتر “زار السيد عرفان نذير أوغلو سفير تركيا بالخرطوم الميرم (الأميرة) حرم ابنة سلطان الفور الشهيد علي دينار، والتي كان عمرها سنة واحدة فقط عندما استشهد والدها في عام 1916”.
وفي حوار صحفي نشر قبل عدة سنوات قالت الميرم حرم، إنها لم تشهد عهد والدها لأنه توفي بعد مولدها بعام واحد وإنها ترعرعت في “دار الزغاوة” بالقرب من بلدة الطينة التشادية موطن والدتها ابنة السلطان دوسة المشهور الذي ينتمي إلى قبيلة الزغاوة.
وتحدثت الميرم حرم عن تعدد زوجات والدها البالغات في مجملهن 100 زوجة، وأن ذلك كان ديدن السلاطين والهدف من ذلك -كما قالت- هو توسيع رقعة الأسرة وربطها مع الأسر الأخرى، وقد نجم عن ذلك التزاوج والتصاهر 125 من البنين والبنات.
وللسلطان المعروف أحفاد على امتداد الوطن العربي في ليبيا والمغرب والجزائر وتركيا والسعودية، وبرز كثير منهم في السودان كسياسيين ونجوم مجتمع.
ويحظى السلطان علي دينار بمكانة كبيرة لدى الأتراك حيث اختار الوقوف حليفا للدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى (1914-1916) بمواجهة المستعمر البريطاني رغم أن دولته التي كانت عصية على الاحتلال ولم تكن تابعة للدولة العثمانية.
وظل السلطان علي دينار يرسل إلى الأراضي المقدسة كسوة الكعبة ومؤنا للحجاج لمدة 20 عاما، بعد أن عطّل الإنجليز القافلة التي كانت تذهب من مصر إلى مكة المكرمة.
ووافقت دار الوثائق التركية على تبادل الوثائق التاريخية الخاصة بفترة الحكم التركي للسودان مع دار الوثائق السودانية للاستفادة منها وترجمتها للغتين العربية والإنجليزية خاصة تلك المتعلقة بسلطنة الفور.
من هي ابنة السلطان علي دينار التي زارها السفير التركي بالخرطوم؟
يحظى السلطان علي دينار بمكانة كبيرة لدى الأتراك حيث اختار الوقوف حليفا للدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى (1914-1916) بمواجهة المستعمر البريطاني رغم أن دولته التي كانت عصية على الاحتلال ولم تكن تابعة للدولة العثمانية
امتدادا للاهتمام التركي بالإرث التاريخي العثماني في السودان، واصلت أنقرة مد أيادي العرفان لأسرة السلطان علي دينار حليف الخلافة العثمانية، وآخر سلاطين “الفور” الذي عرف بمقاومة الاستعمار الإنجليزي لنحو 18 عاما، واهتم بتأسيس دولة قائمة على تعاليم الإسلام ونشر العدالة وعرفت بسلطنة الفور.
وحكمت سلطنة الفور منطقة دارفور الحالية بغرب السودان لقرون وكانت دولة مستقلة، والفور من أكبر الجماعات العرقية بإقليم دارفور واستمد اسمه لاحقا منها.
وبحسب المؤرخين فإن السلطان علي دينار ظل يحكم سلطنة الفور من عام 1898 إلى أن استشهد في معركة “برنجيه” ضد الجيش البريطاني في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1916، حين تمكنت طائرات الاستعمار من تشتيت قواته وقتله رفقة عدد من قيادات جيشه ومرافقيه، بعد أن حافظ على استقلال دولته بعد سقوط الدولة المهدية لقرابة 20 عامًا.
الجزيرة نت