* استجابة لطلب العديد من القراء نعيد نشر المقال الذي حمل عنوان (المقامة المريخية.. دنيا المحبة)، رداً على دعاوى العنصرية والتسييس التي انطلقت مؤخراً، لتهدد نسيج المريخ الاجتماعي القوي بالتمزق.. وفي ما يلي نص المقال: (لدعاة العنصرية، ولمن يسعون إلى افتعال النزاعات العرقية ليمزقوا بها نسيج المريخ الاجتماعي المتين نقول: حسبكم.. فالمريخ هو السودان.
* السودان بشماله وجنوبه وشرقه وغربه ووسطه وقبائله ونيله ونخيله.
* المريخ موجود ومتمدد وراسخ في كل المدن والقرى والحلال.. وفِي قلوب أهل السودان واقف ديدبان.
* لا يوجد منزل سوداني يخلو من نعمة الانتماء للمريخ، موطن الجمال، ومستقر التآزر والتسامح والتآخي، ولا غرابة.
* أطلق المريخ صرخة الميلاد في حي المسالمة الأمدرماني قبل أكثر من مائة عام، ولمن لا يعرفون المسالمة نقول إنها كانت وما زالت تمثل مستقر الأدب والفن والشعر والثقافة والتسامح الاجتماعي والتعايش الديني.
* شارك الأقباط في تأسيس المريخ جنباً إلى جنب مع إخوانهم المسلمين، وتفردت إحدى حسناوات حي المسالمة باختيار الاسم الجميل، وذلك يدل على أن المريخ ولد من يومه محصناً ضد كل أشكال التعصب، واكتسب حصانةً مبكرة ضد العنصرية، فما بال بعض أبنائه العاقين يسعون لحقنة بجراثيم العنصرية والعرقية البغيضة؟
* خاض جيل الآباء المؤسسين أولى معارك تجريد المريخ من عصبية القبيلة، عندما نادوا بتغيير الاسم من المسالمة إلى المريخ في العام 1927.
* سعوا لنقله إلى آفاق أرحب، كي لا يظل محصوراً في حيٍ صغير، فيبقى محتكراً لفئة محدودةٍ من الناس.
* نظروا إلى السماء وأطلقوا مولودهم الجميل في الفضاء الفسيح، وانتقوا جرماً سماوياً شديد اللمعان، وربطوا به أجمل كيان، فأصبح معشوقاً لكل أهل السودان.
* وكان الاسم البديع قريناً للطموح الوثاب، والرغبة العارمة في التفوق.
* لو كانوا متعصبين للمكان لأطلقوا عليه اسم أمدرمان!
* لا مكان للنعرات القبلية والعنصرية في كيان المريخ.
* حتى الجيل الثاني من قادة المريخ تميز بالبعد عن العصبية، وقد حفظت لنا كتب التاريخ الرياضي أن حاج مزمل وحاج التوم ورفاقهما الأماجد خاضوا معركةً ساخنة سعياً لإخراج دار النادي من حي المسالمة، ونقله إلى موقعه الحالي في العرضة جنوب، كي لا يقع النادي تحت هيمنة أبناء الحي، وسطوة المؤسسين، بادعاء أنهم يمثلون أهل الجلد والراس.
* أفلح المسعى وصار المريخ على الشيوع.. وأصبح عنصر محبة وتآخي ووفاق وسلام بين أهل السودان، وحرص أدباؤه على ترسيخ تلك المبادئ فابتدعت مخيلة القبطان حاج حسن عثمان مقولة (سودان المريخ)، وأردفها بالعبارة الأثيرة الخالدة (صلة المريخي بأخيه المريخي أقوى من صلة الرحم) وصار الزعيم أصلاً لا يقبل التقليد، مهما لوى أبناء العمومة أعناقهم، ورفعوا رؤوسهم لينظروا للأعلى حيث نظرنا.
* المريخ الأول ما بتحول!
* عبر التاريخ ظلت مدرجات المريخ تحوي كل قبائل السودان وسحناته ولهجاته وأديانه ومعتقداته، لا فرق فيها بين مسلم ومسيحي ولا ديني، ولا تمييز بين هدندوي وحلفاوي وفوراوي وجعلي وزغاوي وشايقي ونوباوي وبديري ورشايدي وحساني وبديري وهباني إلا بمقدار الحب للمريخ!
* تجمع في المدرج الأحمر الأنصاري والختمي والجبهجي والشيوعي والبعثي بلا تمييز، ووقفوا فيها كتفاً بكتف ونجماً بنجم!
* تنظر إلى تلك المدرجات الجميلة فترى الحب ملء الزمان والمكان!
* ينتصر المريخ فيحتضنون بعضهم دون أن يتعارفوا، ويخسر فيحتوي ذات الحضن دموعهم.. يكفي أن يكون الحضن مريخياً ليملأه الحب، وفِي مدرجات الرد كاسل تتوحد حناجرهم بالهتاف للزعيم دون سابق معرفةٍ أو تنسيق.
* يكفي أن يعلم أحدهم أن جليسه مريخي كي يسري الدفء في أثير المحبة ويعطر الأجواء.. والحب في ذاتو مبرر كافي عند الصفوة!!
* ظلت وشيجة المريخ متينة قوية، وبقي رباطه الروحي مبرأ من عاهات التنابذ بالألقاب والتباغض بالأديان والأعراق والأنساب.
* بسبب انتماء العمدة الفاتح المقبول رحمة الله عليه عرفنا وأحببنا (ود الزاكي) دون أن نراها، وبسبب إسحق أب قرن طربنا لنغمة (سكسك وأبو عنجة وباكمبا)، وعشقنا صوت (القرِن)!
* في المريخ الجميل استحسنا نغمات (برنابة عازف الربابة)، واستمتعتنا بقصائد كدكي (الماهو عاجبو اللتفلق)، وغنينا (جوبا مالك عليا) وباقي دقيقة وسلمي بجيبا.. وصفقنا لفارس الجنوب منصور سبت، وتساوينا في مقدار الحب لكمال وجمال وبريمة وسانتو وابراهومة وعيسى وسليمان مكين.
* أحببنا المسعودية لأنها منحتنا إبراهومة، ومالت قلوبنا لبورتسودان لأنها جادت علينا بدامر وجبرة ونجم الدين ومولانا عوض الله بركية وشيخ العرب عبد الله، وحبينا كسلا عشان أسعد التوم، وتعلقت أبصارنا بأم دوم لأنها منحتنا أسامة.
* حتى القرى الصغيرة كان لها نصيب من الحب في المريخ، ففيه وبسببه تلاقينا في (كرنوس ضقل)، وعرفنا (التراجمة) التي ربطتنا بعاشق المريخ (الأمين حُب)، الذي كتب خطاباً يبث فيه لواعج العشق لمحبوبته وكتب لها فيه: (إن شوقي لك يفوق شوق الهلالاب لبطولة جوية)!
* محبتنا للمريخ جعلت القضارف ترتبط عندنا بعلي عبد العزيز وعلي البدوي ومتوكل عبود وعثمان صالح.
* أحببنا بارا بسبب ماهل، وتوسدت المتمة قلوبنا حباً في عماد، وعشقنا ود حمد حباً في النعيم ود حمد، وأحببنا الرهد أب دكنة بسبب عبد الحي.
* عندما يذكر اسم الدويم نتذكر الطاهر سالم، ويرد ذكر تندلتي فتقترن بها سيرة إسماعيل، وتذكر مدني فترتبط بها ذكريات سامي والفاضل سانتو وحموري أخوان وزيكو وفتح الرحمن وعصام الدحيش وقلة وطارق تكل ومعاوية شل وبكري سعدابي.
* وفِي حلفا القديمة التحية جديدة (لنج) لبشرى طمل.
* المريخ ربطنا بكنانة السمحة، وجمعنا بفضل المولى، وفِي شندي (توهط) المريخ في الوجدان وربطنا بجحا وعطش وعبد السلام حميدة وود الشيخ ومنصور وعصام الحاج.
* المريخ جمّع قلوب أهل السودان.
* نجم السعد موجود في بُتري وعبري ونوري ومروي وتندلتي وسنار وسنجة والروصيرص والسوكي ورفاعة بابكر بدري التي منحتنا الحبيب كابو.
* المريخ رِكاب ولجام.. المريخ درقة وسيف وحربة وخوسة.
* المريخ التقابة والحيران.. الزريبة والشكينيبة.. المريخ المكاشفي والبرعي والكباشي وهمشكوريب وكدباس.. مدد مدد.. و(شيء لله يا أهل الله).
* المريخ ساق النعام وسن الفيل.. الأبنوس والطاؤوس.
* المريخ ساقيةً تجر الليل مع الفجراوي.. وشيخاً في الخلاوي ورع.
* المريخ العواتك والمهيرات.. بنونة ومهيرة وشجرة الدر وفاطمة السمحة وميري وأم ضيفان وماما سعدية وسيدة فرح.
* المريخ اللبينة والقطينة والدكينة والجنينة والكنينة (الله لينا وكُر علينا).
* المريخ ديم عرب وديم هدل وديم مدينة وديم حمد وديم تعايشة وديم لطفي وديم عباس وديم البساطاب وديم النص وديم سلمان.. وديوم بحري والديامة صندل القيامة.
* المريخ السفروق والطايوق والواسوق والحنقوق والماروق والتبروق.
* المريخ السعن والنجامة والمنجل والأراك والمسواك.
* المريخ الكمبو والدمبو!
* المريخ الباوقة والدانقا والكروقة والحنقوقة!
* المريخ النهود والقردود والمريود.
* المريخ قيسان والكرمك ونيالا وفاشر السلطان ومورني ونيرتيتي وكرندنق وأردمتا وكاودا وكادوقلي وكسلا وكاب الجداد وكريمة وكوستي.
* المريخ وادي الدابي ووادي المقدم ووادي شعير ووادي حلفا وادي مكربت ووداي الهواد ووادي الكربكان ووادي العبيد ووادي العروس.
*المريخ المتمة و السيال والهشابة وألتي والتكلة والعسيلات والدبة والتراجمة والمكنية وساق النعام والياقوت وجبل أولياء وتريعة البجا وخشم القربة وهيا وسنكات وطوكر ومسمار وحلايب وشلاتين وسواكن ودنقلا وبربر وعطبرة ودامر المجذوب وشندي والعالياب والزيداب والحصاحيصا والكاملين وفداسي (الوالي وهيثم الرشيد)، والدمازين والدويم وربك وكنانة السكرها عسلو يشرق.
* المريخ الفرهيد وتم الريد (والمحبة شديدة يا أهلنا).
* المريخ جزيرة صاي وجزيرة الفيل وجزيرة توتي والجزيرة أبا وجزيرة مساوي وجزيرة ساردية والجزيرة لبب.
* المريخ تهارقا وبعانخي والمهدي والخليفة وعثمان دقنة والنجومي وأبو عنجة وعمارة دنقس وعبد الله جماع وعلي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ والأزهري وزورق ونميري وشاخور وأبو العائلة ومهدي الفكي وتيجاني السيسي.
* انفصل الجنوب سياسياً وما زال حب المريخ متصلاً في يامبيو وياي وواو وملكال وجوبا وبور والبيبور.. ومن نخيل الباوقة نفحة.. ومن مريدي السمحة لمحة.
* المريخ هشاب وتبلدي ونخيل وسنط ومهوغني وبان وتمر هندي وسدر ولالوب.
* المريخاب سواء.. في أم مغد وأم بنين وأم الطيور وأم بادر وأم دافوق وأم بدة وأم القرى وأم برمبيطة وأم حريزات وأم بارونة وأم دبيكرات وأم روابة وأم ضواًبان وأم سنط وأم درمان!
* المريخ واحد.. ولا تمييز بين الصفوة في أبو حمد وأبو سعد وأبو حجار وأبو زبد وأبو فروع وأبو عُشر وأبو حبل وأبو كرشولا وأبو قوتة وأبو حراز وأبو سعد وأبو روف وأبو نعامة وأبو حليمة و(أبو شيبة) و(أبو فياض) و(أبو شاكوش) و(أبو هجمة).. وأبو ذر الكدرو (أب زرد)!
* المريخ ود الهندي وود الماجدي وود الماحي وود المهدي وود عشانا وود حبوبة وود العباس وود نفيعة وود الفادني وود العقلي وود عشاي وود بانقا وود النيّل وود مدني وود الحداد وود سلفاب وود مكنون وود المكي وود نوباوي وود الجنيد وود أرو (وود هاشم) وود أبوك وود الصاوي!
* المريخ سرور والكاشف والحردلو وأبو داود والكابلي وحمد الريح وزيدان والنور الجيلاني ومحمد النصري والحوت وعصام محمد نور وطلال حلفا وعبد الْقَيُّوم الشريف وأولاد الصادق وطه سليمان.
* المريخ علي المك وابن البان وكرف والزبير عوض الكريم وعمر محمود خالد وفرح عوض وعبد الوهاب هلاوي وخالد شقوري ونهاد شاخور وبيكو وسيف الكناني ومؤمن الغالي.
* مريخ فتح الله وأزهري وداعة الله.
* مريخ أبراهام ألبينو ومثيانق شيريلو وجادين جادة، حبو رغم الانفصال في زيادة!!
* المريخ الطقطقة والحندكة والهندسة والشقلبة والنفش والطقش والدقش والهرش والدرش.. جمّع القلوب ووحد أحفاد شاخور.
* من ضاقت به أرض المريخ الواسعة الرحيبة فليبحث له عن أرض أخرى بوادٍ غير ذي زرع، يغرس فيها غثاءه، ويفرغ فيها شحنات بغضائه، فالمريخ (دنيا المحبة)، لا مكان فيه للعنصرية والكراهية.
* هيا بِنَا نستأصل جرثومة العنصرية قبل أن تستفحل.
* المريخ كيان جامع.. والكل شايف وسامع.
* آخر خبر: خلاصة الزبدة يا حبان.. المريخ هو السودان.
صحيفة اليوم التالي