مقالات متنوعة

تسويق النفس ليس على حساب الشعب!!


نشهد لوزارة الصحة الاتحادية وباقي وزارتها الولائية، بأن صوتها بح، وأنفاسها تصاعدت، وتوسلاتها بلغت عنان السماء، ومناشداتها للناس، ان تباعدوا تصحوا، وان ارتداء الكمامة ضرورة من ضروريات وقاية النفس التي حثنا الاسلام على المحافظة عليها، وبثت ونشرت الملصقات والدعايات ومقاطع صوتية وأخرى مقاطع فيديو، من أجل التوعية الصحية.
(1)
ولكن شاهدنا كثير من الناس لا يبالون ولا يلقون أدنى اهتمام لصحتهم او صحة الآخرين، وضربوا بتلك الإرشادات والتحذيرات والاحترازات الصحية، ضىربوا بها عرض وطول وارتفاع حائط وزارة الصحة، وفعل مايروق لهم، ولسان حالهم يقول (كورونا ايه يا أبوكورونا انت؟ أعرف أن الصحيح أن تكتب يا أبا كورونا، ولكن للضرورة احكام)، وذهب الأمر الى أبعد من ذلك، ورأينا كثيراً من قيادات حركات الكفاح المسلح، امثال دكتور جبريل ابراهيم، ومني مناوي، ودكتور الهادي ادريس وغيرهم كثير، ساروا على ذات الدرب، والقوا بموجهات وتحذيرات وزارة الصحة، وراء ظهورهم، وحشدوا الجماهير في الخرطوم وفي باقي الولايات، وطفقوا يحدثونهم باحاديث، ظاهرها شرح اتفاقية جوبا السلام وماجاء فيها، وباطنها تسويق وعرض أنفسهم كقادة للمستقبل، ولم نسمع أحد أولئك، القادة، يحث الناس ويدعوهم بالاهتمام بالصحة وتجنب التجمعات ووضع الكمامة، ورأينا كيف اختلط الحابل بالنابل، وحتى بالامس القريب (يوم السبت27/2/2021)شاهدنا الشيخ التوم هجو (على وزن الشيخ فرح ود تكتوك،)وهو يحشد الجموع، متحدثاً ليس عن الكورونا، ولكن متحدثاً عن مسار الوسط، الذي يسعى الشيخ هجو، لزعامته، وببدو لي أن قيادات حركات الكفاح المسلح، تحاول أن تقتدي بالرئيس الأمريكي السابق ترامب، الذي رأيناه كيف كان يحشد أنصاره، ضارباً بتحذيرات وزارة الصحة الأمريكية، عرض الحائط، حتى ضربته الكورونا، وعند ذلك (عرف الله واحد).
(2)
وبرغم أن جائحة كورونا، مازالت تعشعش بيننا، ولكن نادي سباق الخيل، أصر على السير على خطى قادة الكفاح المسلح، فنظم كأس السودان لسباق الخيل، وشاهدنا في عصر يوم الجمعة(28/2/2021) وعلى الهواء مباشرة، كيف كان المهتمين بالخيول ومسابقاتتا وألعابها، أمثال اللواء عبدالرحمن الصادق المهدي، يجمعون الناس في مضمار السباق، دون وجود أي تباعد اجتماعي، او وضع الكمامات، وحسناً فعل المجلس الأعلى للشباب والرياضة لولاية الخرطوم، بتوقيع غرامة وعقوبات على نادي سباق الخيل، والاجمل أن تتم محاسبة أي مسؤول من الرياضة بولاية الخرطوم شارك في هذا السباق، ولو كان وزير الشباب والرياضة بالولاية، ودا كلو عرفناه، ولكن لا نعرف من يحاسب قادة حركات الكفاح المسلح، او قادة الحكومة الانتقالية، الذين يخاطبون الحشود، ولا يبالون بالاشتراطات الصحية..؟

طه مدثر – صحيفة الجريدة