سهيل احمد سعد الارباب يكتب: حميدتي هل سيختار غلبة السلاح على غلبة الديمقراطية

حميدتي يصل من الإمارات بعد حضور معرض للسلاح.. خبر قرأته بصحيفة (الانتباهة) النسخة الألكترونية مع أخبار بالأسافير وهو معرض متخصص يدعى له رؤساء الدول وهيئات الأركان بالجيوش القومية والوطنية للإطلاع على أحدث منتوجات وتكنولوجية الأسلحة والدفاع والأمن ويقام سنوياً وتنشط به أكبر شركات ومنتجي السلاح بالعالم ، وورد بالأخبار أيضاً عن بعثات للدراسات العليا بتمويل من الدعم السريع فهل هذه أفكار رجل يريد دمج قواته بالجيش السوداني بعد (40) شهراً حسب إتفاقية السلام؟.
وهذه الإتفاقية التي تركت له في خطأ تاريخي ليصوغ مخرجاتها ويؤجل دمج الجيوش المتمردة ومليشيات الكيزان إلى مابعد إنتهاء الفترة الإنتقالية وقيام الإنتخابات في أغرب معالجة سلام لقوات متمردة تكرسها بالكامل بالعاصمة دون مواقعها القتالية مخالف لكل إتفاقيات السلام المشابهة بالعالم؟؟؟!!!!!.
وماذا إذا ماخسروا هذه الإنتخابات وهم لايمثلون في جوهرهم إثنيات محددة موزعتين بين السودان ودولة تشاد لايحملون فكراً أو رؤية سياسية قومية دون رافعة القبيلة ومن إقليم يضج بالقبائل غيرهم وبوطن يحتوي غيرهم مئات القبائل والأحزاب ذات التاريخ والأبعاد الدينية والفكرية ولها من تراكم الخبرات مايسندها على الصراع الديمقراطي.
حميدتي كمواطن سوداني يحمل الجنسية بالميلاد ويحق له المشاركة في الممارسة الديمقراطية وحقه في تمثيل الشعب ورئاسة الدولة إن تم إنتخابه لم ينشط حتى في تطوير حزبه المنشأ كاسم عمل على الأوراق فقط ولم يؤسس له هياكلاً وفكراً يعبر عنه ورؤية لحكم البلد ولم نسمع له بنشاط أو بتطوير كما يفعل مع جيشه الجرار فهل هذا إلا تفكير رجل يخطط تماماً لأن يكون السلطة والسلطان عن طريق غلبة السلاح وليس غلبة الديمقراطية وخيارات الشعب فى يوم ما قادم ؟.
وحميدتي تدعمه قوى إقليمية ودولية لها أهداف فى بقعة الأرض هذه التي تضج بالكنوز وحولها أوطان أصبحت إقتصادياتها تعتمد على موارده الخام معنىً ومبنىً، ووطناً أصبح يحاكي رجلاً يمتليء بالثروات ولكنه فى تقييم الآخرين على سكرات الموت ودون أبناء أو عنه غافلون فأي أطماع يحملونه وأي حسد وغيظ يضح في جوانحهم من يقفون خلف حميدتي يحالفونه للمستقبل ويسرعون في الإيقاع والخطى الآن.
ولم يسأل أحد من أين لهذا الرجل بالمال الوفير ليرعي جيشاً بعشرات الآلاف ومختلف الأسلحة الآن والرايات ويجول بمعارض الأسلحة ليحدث ويشتري بالأطنان الجديد من التكنولوجيا المعاصرة في عالم التسليح ولو إمتلك عشرة مناجم للذهب فالأمر أخطر من ذلك بكثير يبدو..في زمان تعجز الدولة عن تحديث جيوشها في ظل أزمة الإقتصاد العالمي.
للأسف تصنع الكارثة أمامنا ولانستطيع تداركها في غياب النقابات وتنظيمات المجتمع المدني الفعالة الأحزاب في ممارسة دورها فيمتليء الفراغ بفتح الطريق لعبث الإدارة الأهلية وفسادها وقد ألغاها نميري في أعظم إنجازاته وأيقظتها الإنقاذ في أبلغ واعظم كوارثها وهي وقود لتصنع الكارثة.
والصراع بين القوة الديمقراطية وحميدتي على الأبواب وحتمي ولاسبيل للنجاة منه و الدعم السريع بالنسبة لحميدتي مسألة فناء أو بقاء .
وفي حال تغلبهم سيعني زوال الدولة السودانية بشكلها القديم وربما مملكة معاصرة وتقسيمها إدارياً وفق ثقافة وتحالف مع الإدارات الأهلية كرصيد جماهيري إلى كنتونات قبلية تحاكي ماقبل نشأة الدولة قبل دخول الغزو التركي بالقرن التاسع عشر.
أو في ظل دول ضعيفة المركز منزوعة الدسم كما يريد ويدرك الممسكون بمخطط اللعبة من المخابرات الخارجية يتحكم بأطرفها بالعطايا والرشاوى كعهود الاستعمار في نيل ولاء زعماء القبايل من عمد ومشايخ وذلك هو هدف الدول الإقليمية الطامعة فى السودان ففي ظل غياب دولة مركزية قوية تغيب آمال النهضة الصناعية والزراعية واستغلال موارد البلد الطبيعية والتي تذهب لهم الآن رصيداً لإقتصادياتهم لايكلفهم الكثير ويعيدون تصديرها بعد تصنيعها ويبنون إقتصاد دولهم على ذلك ولذلك يدعمون توجهات حميدتي.
وعند ها لن يكون لأغلب أحرار ومثقفي السودان مكاناً وسيضطرون إلى هجره أكبر وأعظم مما تلت كارثة الإنقاذ فالكارثة القادمة أشد وطأة وعذاب وغياب للأفق خلالها سيكون في حلول قريبة في ظل حصار داخلي سيكون وإقليمي ضاغط وضامن لمصالحه ولم يكلفهم شيئاً استقطاب لبعض شيوخ وعمد وضمان مصالح زعيم أوحد .

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version