بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)
الذين يحاولون وصف قرار الحكومة بالامس بتعويم الجنية بالقرار الشجاع والجراحة الصعبة والخطوة الجريئة وغيرها عن عنتريات الالفاظ لبث الروح فيها ، (برأيي) ان هؤلاء كان (رايح ليهم الدرب فى الموية) فأصلاً الجنيه عائم من زمان هل هناك التزام بسعر صرف أساساً بالسودان حتى نقول عام او غرق الجنيه ؟ و ماذا يعنى التعويم عزيزي القارئ يعنى أن لا حدود أمام الدولار أن يتماهى أمام عملة اى دولة اختارت التعويم واستجابت لشروط البنك الدولى او صندوق النقد الدولي كما يشاء هذا بإختصار تعريف التعويم . وذلك لتقريب الهوة بين السعر الرسمى والسعر الموازي (طبعاً تأدباً) لن نقول السوق الأسود وهذا القرار يسمح للبنوك التجارية بالنزول للسوق (عديييل) و (بالغانوون) لتمويل مشاريعها والشراء (بالقفة) عادي و يحق لها جذب تحويلات المغتربين يعنى ما كان تحت البطانية أصبح على(عينك يا تاجر) وما يوم أمس الا يوم (السماية) ولا نملك الا أن نقول للسيد حمدوك مبروكة الخطوة وتربي فى عزّك و يا ريت من وعدوك يوفوا بوعودهم من الدعم ، الاستثمارات ، إعفاء الديون .
وحتى لا ننسي فخطوة الامس هى ما حاربوا فيها (الانقاذ) و وقفوا (الف أحمر) ضد رفع الدعم والتعويم ورهن القرار الوطنى للاجنبي وبكوا بكاءاً مُراً يقطع نياط القلوب على طبقة المسحوقين والكادحين إن أقدمت حكومة (الكيزان) على ذلك . و لكنهم فعلوها لا أقول مع الكراهة ولكن أقول مع إحاطة الفشل بهم من كل جانب فعلوا ما اتوا من اجل محاربته .
لنقفز فوق هذه الخطوة عزيزي القاري لنسأل عن المعالجات التى يفترض ان تكون الحكومة قد شرعت فيها لتخفيف اثار هذه السباحة قبل التنفيذ لا شي برنامج دعم (سلعتى) أظنه من زمن ود البدوي لم ير النور الوزير جبريل قال ان هناك أموال قادمة دون أن يحدد من أي جهة مما أثار إستغراب احد الباحثين الامريكان فى المركز (الاطلنطي) السيد كاميرون هدسون فى تغريدة له عبر (تيوتر) مطالباً وزير المالية ان يحدد من اى البلاد ستأتيه الاموال واردف مستنكراً أماراتية ؟ مطالباً حكومة السيد حمدوك ان تعمل بشفافية . نتوقف هنا عزيزي القاري لنقول (شفت زي ديل)! لا يرحموا لا يخلوا الرحمة تنزل ! إن كانت هناك جهة ما تريد المساعدة فى تخفيف هذه الجراحة على المتاثرين (وانت مالك انتا) ؟ فما الذى يضير هذا الامريكي الملقوف ؟
(الجماعة) بالامس (داقين طار) الامريكان يهنئون السيد حمدوك عبر سفارتهم بالخرطوم واصفين القرار بالشجاع وسيساهم فى تخفيف الديون وسيفتح الباب امام المساعدات الدولية ويزيد من الاستثمارات الدولية وان الشركات لن تواجه بعد اليوم مشاكل بسبب سعر الصرف المزدوج . رئيس بعثة الامم المتحدة بالسودان السيد (فولكر بيريتس) وصف القرار بالشجاع وانه سيؤدي لجلب الاستثمارات الاجنبية (نفس الكلام يكررونه وكله يبدأ بحرف السين !) ولكن ولا واحد منهم حدثنا عن المصيبة التى تنتظر السواد الاعظم من السودانيين عندما يصحون صباح الغد على مأتم عملتهم و قد اصبحت تساوي صفراً و الالف منها (المليون القديم) قد أضحي يساوي دولارين ونصف ! وان عليه ان لا يأكل ولا يتعلم ولا يتعالج ولا يسكن طالما أن الحكومة قد قفزت به هذه القفزة الكارثية بلا تدرج ولا معالجات ، بعض المراقبين وصف الخطوة بأنها ستؤدي الى تساوي الطبقة الوسطى بالفقيرة من ما قد ينذر بثورة عنيفة قد تواجهها الحكومة ولن تجدي معها المسكنات والوعود . وتوقعوا ان يكون هناك هدوء ربما لاسبوع لاستيعاب الوضع الجديد ولكن عند مواجهة الحقيقة المؤلمة والصدمة المباغته بالسوق والمواصلات والعلاج والمصروف اليومي فهنا قد تحدث المواجهة الغير متوقعة كما حدثت مع الرئيس نميري فى الثمانينيات القرن الماضي وعلى الحكومة أن تجهز نفسها للرحيل برايهم . (لن يحكمنا البنك الدولى) هتاف يحفظه اهل السودان جيداً.
(برأيي) التعويم هو أحد العلاجات ولكن ليس بهذه الجرعة العالية وليس معنى ان تسبح أن تهمل الانتاج وتنتظر المانحين ! هؤلاء يا سيدي يعيش أحدهم عاماً كاملاً ببنطلون واحد وقميص ليس به (جيب) فماذا تنتظر منهم !
قبل ما أنسي : ــــ
غايتو انتظروا الراجياكم و الله بعد د إلاّ يمرقكم مطار الخرطوم . نميري سقط عشان الشاي بقى (مرخي شويه) والصادق عشان عداها كلها نضمي والبشير عشان الدولار وصل 47 جنية أهااا انتو يسقطوكم عشان شنو ؟ فأختاروا بأي السكاكين تذبحون .
صحيفة الانتباهة