كشف البيت الأبيض، عن أن أول اتصال رسمي بين الرئيس جو بايدن والمملكة العربية السعودية، سيكون من خلال الملك سلمان بن عبد العزيز وليس ولي العهد محمد بن سلمان، في خطوة أثارت تساؤلا مهما حول دوافع واشنطن ودلالات هذه الخطوة.
المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، قالت، الثلاثاء للصحفيين، إن الرئيس جو بايدن يعتزم إعادة ضبط العلاقات الأمريكية مع السعودية، لكنها أضافت أنه سيتواصل مباشرة مع العاهل السعودي دون ولي العهد.
تصريحات بساكي تعكس تغييرا مفاجئا للسياسة التي كان ينتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي كان صهره ومستشاره الكبير جاريد كوشنر مقربا من ولي العهد السعودي، بحسب وكالة “رويترز”.
من جانبه علق نك روبرتسون، مراسل شبكة “سي إن إن” والذي أمضى عقودا في تغطية أخبار المملكة على هذه الخطوة، بالقول إن هناك عددا من الأمور على المحك، وهناك أيضا قضايا سعودية تستدعي إعادة تقييم العلاقة.
وأردف بالقول إن “ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، كان على علاقة وثيقة مع إدارة ترامب، وخاصة مع صهر الرئيس السابق وأبرز مستشاريه للشرق الأوسط، وكان بإمكانه تجاوز وزارة الخارجية في بعض الأوقات، وهو الأمر الذي أدى إلى احتكاكات في بعض الأوقات مع وزراء الخارجية الذين عملوا ضمن إدارة ترامب”.
واعتبر المحلل السياسي إعلان البيت الأبيض بمثابة إشارة واضحة بأن “هذا (الوضع بين إدارة ترامب ومحمد بن سلمان) ليس ما سيكون عليه المستقبل”.
المتحدثة باسم البيت الأبيض قالت في تصريحات، أمس الأول:
أوضحنا منذ البداية أننا سنعيد ضبط علاقتنا مع السعودية.
وفي ردها على أسئلة بشأن تحدث بايدن إلى ولي العهد السعودي قالت بساكي إن بايدن سيعود إلى التواصل “على مستوى النظراء”، موضحة أن “نظير الرئيس هو الملك سلمان وأتوقع أنه في الوقت المناسب سيتحدث معه. ليس لدي توقع بشأن هذا التوقيت”.
فيما يقول روبرتسون: “إنه تجاهل علني بطريقة ما، لكنني لا أعتقد أن البيت الأبيض قد يتعرض للخداع، من خلال الاعتقاد بأنه إذا قام الرئيس بايدن بالتحدث إلى الملك سلمان بدلا من ابنه، فإن الابن لن يعرف ماذا قيل أو لن يكون لديه رأي حول كيفية استجابة الملك”.
وأكد أن الملك سلمان هو من منح ولي العهد هذه السلطة، لقيادة الرؤية الجديدة للبلاد، مضيفا أنه يعتقد أن هذا “يخبرنا أمرا مهما بالنسبة لكيفية تخطيط الرئيس بايدن لبناء حلفاء في جميع أنحاء العالم”.
بساكي قالت إن
السعودية لديها احتياجات ملحة للدفاع عن نفسها، وإن الولايات المتحدة ستعمل مع السعوديين على هذا الأمر حتى مع “توضيحنا نقاط الاختلاف ومكامن قلقنا. وهذا بالتأكيد يختلف عن الإدارة السابقة”.
في وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن السعودية تعتبر “شريكا أمنيا مهما” للولايات المتحدة وإن واشنطن ستركز على قضية حقوق الإنسان في إطار العلاقات مع الرياض.
وأضاف: “سنواصل عملنا المشترك للدفاع عن المملكة من التهديدات الخارجية، مع أن تكثيفنا في الوقت ذاته الدبلوماسية لإنهاء النزاع في اليمن ورفعنا قضايا حقوق الإنسان في إطار العلاقات بيننا”.
وجاء ذلك، بعدما أمر بايدن بإنهاء دعم العمليات العسكرية في اليمن، وهو الإجراء الذي قال جون كيربي الناطق باسم البنتاغون، إنه ينهي تبادل المعلومات الاستخبارية وتقديم المشورة للقوات السعودية.
وهو ما رد عليه وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بالقول إن بلاده تتطلع إلى التعاون مع مبعوث الولايات المتحدة إلى اليمن المعين حديثا، تيم لاندركينغ، من أجل تحقيق الهدف المشترك المتمثل في حل سياسي شامل في اليمن.
وأضاف وزير الخارجية السعودية أن المملكة ترحب بالتزام الولايات المتحدة الذي عبرت عنه كلمة الرئيس بايدن بالتعاون مع المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أمنها وأراضيها.
العربية نت