يعني انت تعرف أكثر من الحكومة..؟

(1)
إذا رأيت كلباً يترك صاحبه ويتبعك، فارجمه، فانه سيأتي يوما ويتركك، واذا رأيت كوزاً يترك الحركة الإسلاموية أو يترك حزب المؤتمر البائد، ويتبع الثورة، فارجمه، فانه ماتبع الثورة إلا ليضرها، ومن نام في حضن الكيزان، نام وفي حضنه، عقارب وثعابين.
(2)
رأيت عنترة يبيع سيفه كحديد خردة، ولما سألته ليه عملت كده؟، قال: عشان اشتري فتة فول، فقلت كان الأفضل أن تذبح حصانك!، ابتسم حتى باتت أسنانه التي تساقط أغلبها، ثم قال الحصان بعتو عشان اشترى انسولين!! مازالت مافيا الدواء، التي حاول الدكتور اكرم النوم محاربتها، فخذلته الحكومة السابقة، مازالت هذه المافيا تواصل إجرامها، والدليل ارتفاع سعر حبة الباندول الواحدة، الى عشرة جنيهات؟؟
(3)
القرارات غير المدروسة، والتي يتم إقرارها وتنفيذها بين ليلة وضحاها، مثل هذه القرارات المستعجلة، تؤدي في النهاية إلى نتائج كارثية لا تندرس آثارها، وربما تطاولت آثارها لعقود من الزمان، مثل قرار إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما، وقرار حرب الخليج، بين العراق وإيران، ثم قرار حرب صدام حسين على الكويت، وحديثاً القرارات المستعجلة، من رفع الدعم عن الوقود وعن الكهرباء والماء وربما وقريباً رفع الدعم عن الدواء، وتعويم (نص كم )الجنيه السوداني، هذه القرارات المستعجلة، التي جاءت بها حكومة الفترة الانتقالية، برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك، أدت الى نتائج كارثية فورية، أصابت الغالبية من الشعب في مقتل، ويقال ان هذه القرارات، أدهشت صندوق النقد الدولي (سبب الأذى) والبنك الدولي (ام المصائب)، اللذان رفعا حاجبي الدهشة من ما قامت به الحكومة السودانية، ونقول لا تندهشوا، فان كل من (سلطه الله علينا)، يأتي بأشياء، تفقع المرارة، وتهيج القولون، وترفع الضغط، ومن سكات عليك عدم مناقشتهم (يعني انت ح تعرف اكثر من الحكومة ومن ناس ادم حريكه؟)، وكأن المفروض على الشعب السمع والطاعة، ولو كانت روشتات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، علاجاً ما استعملته، لو كان طريقاً يهدي للتي هي النعيم، ماسلكته، ولكن دي الحكومة ودي أفكار الطاقم الاقتصادي، الذي لا نعرف هل يواصل عمله مع دكتور جبريل ابراهيم، وزير المالية الجديد، ام أن (جوجو)او(جبركا) سيستغنى عنهم؟والليدو في السوق، مازي الليدو في البنك الدولي، او في صندوق النقد الدولي!! وقد قال الطاقم الاقتصادي، ان له معالجات للتخفيف من صدمة برنامجهم الاقتصادي، مثل برنامج سلعتي ودعم الأسر الفقيرة، واقامت التعاونيات، ولكن للاسف لم نر أي أثر لذلك الثالوث في حياتنا، وكانت مجرد تطمينات ساكت، ماحركت شعرة في ضمير محتكر (XXXL) بالمناسبة في العهد البائد، كان هناك ثلة من محتكري الدقيق أو السكر أو السيخ أو الاسمنت أو الدواء، هل انقرضوا، ان توحشوا أكثر من أول؟

طه مدثر – صحيفة الجريدة

Exit mobile version