طرفة أمريكية حكيناها قديماً.. تقول ان كوهين كان يذهب كل أسبوع للصلاة في المعبد اليهودي القريب لمنزله.. وكان يدعو كل مرة ذات الدعاء (يا رب اجعلني اكسب اليانصيب هذا العام ).. ويأتي اليانصيب ولا يكسب.. لكن كوهين لا يمل الذهاب للمعبد والدعاء بأن يوفقه الله لربح اليانصيب السنوي.. حتى رأى في المنام من يقول له.. ان الرب يقول لك يا كوهين اشتري تذكرة يانصيب أولاً.. ومن ثم أطلب الربح.
تذكرت الطرفة أعلاه وأنا أطالع نبأ ارجاع باخرة الخراف السودانية رقم (دشلمية) من الموانئ السعودية.. وذلك لعدم مطابقة المواصفات.. وضعف مناعة القطيع المرسل.. فأردنا بسرد الطرفة ان نذكر وزير الثروة الحيوانية الجديد بأن يشتري تذكرة.. ولا يفعل كما فعل أسلافه (ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم).. فانهم كانوا لا يشترون التذاكر.. .لكنهم يأملون في ربح اليانصيب.
اشتروا تذكرة يا من بيدهم الأمر في ادار المحاجر البيطرية ومتابعة الأوبئة واللقاحات.. وتابعوا القطعان المسافرة.. افحصوها.. وأحقنوها باللقاحات، ومن ثم انتظروا خمسة عشر يوماً لترتفع المناعة.. وتصير أكثر من خمسين في المائة.. حددوا عدد الخراف المسافرة في كل سفينة.. وافسحوا بينها ولا تجعلوها تموت اختناقاً وجوعاً وعطشاً.. اشتروا تذكرة.. واجيدوا الفحص والتعداد والشحن.. لكي تربحوا القبول واليانصيب على الضفة الأخرى.
ما هي الفكرة في تكرار الفعل بحذافيره وتوقع نتيجة مختلفة كل مرة ؟ هل نجحت معكم ؟ ها انتم كل مرة ترسلون قطعاناً غير مكتملة المواصفات وتتم إعادتها لكم.. بذات الحجة (عدم مطابقة المواصفات).. بدلاً عن مراجعة الترتيبات وتغيير الطريقة.. تعاود البواخر الشحن بذات الطريقة.. وتعود بذات الدرب الذي ذهبت به ؟..ماذا يعني هذا ؟ اعتقد انهم ينتظرون ان تمل السلطات السعودية و(تفوت) ليهم باخرة.. لكن هيهات.. فليس هناك بلاد يتلاعب أبناؤها بصحة أهلهم كما نفعل نحن..
ويا ليت المطلوب لو كان صعباً.. انه فقط شراء تذكرة.. ان يتحرك المسؤولون من خلف المكاتب وينزلوا لمتابعة الذي يحدث في سوق صادر الثروة الحيوانية.. انه خزي لو تعلمون عظيم.. الحيوانات يتم تكديسها كأنها كراتين.. يتم شحنها دون التأكد من فحصها.. والمؤلم ان الكثير منها ينفق اثناء الرحلة.. فيتم القاءها في البحر.. الأوراق يتم التلاعب بها.. وأغلب الشحنات لا يتم تلقيحها.. والشئ الغريب ان المستثمر الذي يكبد الدولة الخسائر في الأموال.. والسمعة والاسم .. هذا المستثمر.. لا تتم معاقبته.. ويسمح له مرة بعد أخرى بارسال شحنات غير مطابقة.. ويا قلبي لا تحزن .
خذها نصيحة مني يا صاحب السعادة.. أوقف الصادر الحي حتى تكتمل الاستعدادات ويتم اغلاق الثغرة التي اتسعت.. حتى صارت خرقاً يصعب رتقه.. ارفعوا مستوى المعامل الطرفية.. عززوا سلطاتها.. شددوا العقوبات على المستثمرين المتلاعبين.. وأخيراً وليس آخرا.. أرجو من وزير المالية التوجيه بمنح الشعب السوداني (بدل مغسة).. يكفينا ما بنا من أزمات وقود كهرباء، وخبز، وكمان (جابت ليها) ارجاع بواخر صادر .!! … او علي قول الأغنية (صدقني ما بقدر اعيد).
صحيفة الجريدة