بسحروك يا السمحة عشان ما بشبهوك

بقلم / صبري محمد علي (العيكورة)
لا ادري لماذا وجدت نفسي (ادندن) برائعة الشاعر محمد على ابو قطاطي (بسحروك) التى ابدع في ادائها الفنان خليل اسماعيل بصوته الرخيم .
بسحروك يا السمحة لو شافو الخدود
والاّ شافو الاعين المكحولة سُود
خوفى بس يا السمحة ما تصيبك عيون
بسحروك في البسمة لو شافوا السنون
والسمار الباقى ليك يا حلوه لون
وصلتنى مداخلة من أحد الاصدقاء تلقاها من أحد المتداخلين في قروبٍ ما . حقيقة لا أعرفه وسر تذكري لاغنية ابو قطاطي انه ختم المداخلة بقوله لصديقنا قائلاً (لذلك أدعوك الى مغادرة حزب الكيزان أنت ومن معك من الاخيار المخدوعين . فهؤلاء الناس لا يشبهوكم ) ولعل كلمة يشبهوكم هى ما ذكرنى بصوت خليل إسماعيل وكانه يمتدحه بكلمة (بسحروك) . وكان المتداخل قد أشار فى مبتدأ كلامه مذكراً صديقنا بالاصوات التى نددت بالفساد داخل الحزب دون ان يسميه و اشار الى عدم الاستماع للاصوات التى نادت بالاصلاح من الداخل بل و ذكر له من كان يضع العراقيل امام مسعاهم دون ان يسميهم باسمائهم ايضا. ولم ينفى ان هناك الكثير من المفسدين جاءوا من خارج الحزب وأساءوا للبقية
حقيقة لا أعرف من المتداخل كما ذكرت ولكن اعرف من المعني الذى وجهت له المداخلة .
أعتقد أن فساد الجزء لا يعني فساد الكل بأي حال ولعل المتداخل قد تأثر كثيراً بما تحمله (الميديا) فى غير ما تمحيص وتروٍ ولا أشك أن حلقات (قناة العربية) قد اتخذها مرجعاً له . ولكن لنأخذ كلامه بالعقل الهدوء ، ما المانع من النقد الذاتى وجلد الهيكلة والبرامج فى سبيل تصحيح الخطي فما العيب هنا ؟ لكم حزب تشظي حزب الامة وجميعها يدعي (الانصارية) ولكم حزب تشظي الاسلاميون و كلهم يدعى الصواب والاتحاديون كذلك ولو قبل القسمة على اثنين البعثيون والشيوعيون والناصريون لتشظوا أيضاً . اذاً الخلاف هو ظاهرة صحية ولا تحسب سلباً على رصيد الحزب المعين ولكن ما يُعاب هو الدكتاتورية المدنية الغير مرئية التى تمارس داخل الغرف المغلقة .
ما أكثر ما تلاسن الاسلاميون فيما بينهم فماذا كانت المحصلة ؟ تصحيح مسار تجديد دماء فتح ابواب حزبهم لكل أهل السودان ، السمو بأخلاق وسلوك الشارع و هذا ما يزعج اليسار اليوم فما اجتمع اثنين من اهل السودان فى فرح الا و تعانقوا ب (الله أكبر) فهل من ينكر ذلك ؟ هذا ارث اثقل على عتاة وطغاة العالم من ان يقتلعوه من صدور الناس واتحدي من كان يري البشير يوم ذاك ولم يرفع سبابته ب (الله أكبر) أتذكرون هتاف الشارع أيام نميري ! و فساتين (جكسا فى خط سته) تتمايل بها الغواني أنسيتم الشارع كيف كان ؟
نعم اخطأت الانقاذ كما اخطأت حكومات غيرها حتى فى امارات ودول صدر الاسلام لم تسلم من الخطأ و الذلل ولكن هل هذا يجب ان يكون مدعاة للتخذيل والتخويف والرجفة التى لا تشبه اخلاق الرجال ، يا سيدي أخطأ شخص فى تطبيق او فهم نص شرعي او تشريع دنيوي ما فهل نُصحح الشخص المخطئ ام نترك النص بالكلية؟ لا يا سيدي فالمبادئ لا تتجزء والقناعات لا تتلون فإن أصر أهل الباطل على باطلهم فأهل الحق أولى بالثبات على الحق والتمسك به . مبادئ الاسلاميين التى يراها لا تشبه اخلاق صديقنا لم تزحزحها الدماء و الاشلاء و ارتال الشهداء فهل ستزحزحها هتافات الرجرجة وبطش الراجفين وفتح السجون ؟
(الناس ديل ما بشبهوك) عبارة متداوله يقصد بها الاستئناس النفسي وتهيئة المستهدف اولاً لمحاولة تغير قناعاته الشخصية ولإنزال صيغة المدح والاطراء عليه بأنه أعلى شاناً وارفع مقاماً من هؤلاء ! ولو اقاموا ليلهم سجوداً ونهارهم صياماً وانفاقاً و جهاداً فانه ارفع شأنا منهم . فمالكم كيف تحكمون ! يا من ترتعد فرائصه كلما عوي كلبٌ فى البرية نابحاً . إذهبوا قولوها لانصاري (الناس ديل ما بشبهوك) وسترون ردة الفعل (غايتو الا يمرقنك كعيك) وطيروا بها للمراغنة و(شوفوا) ردة فعلهم . لذا (برأيي) لا أحد يملك حق ان يكره الناس ان يكونوا كما يريد ولو من باب النصيحة فما اكثر من افنى شبابه و عمره من اجل مبدأ يؤمن به أتذكرون الشريف حسين الهندي ؟ ومن اكثر من حملوا ارواحهم بين اكفهم (قرباناً) لمبدأ يؤمنون به و الامثله اكبر من تحصى فى مقال فى . لذا فليلزم كل ابن انثي حدود طاقته و تحمله وصبره ورباطة جأشه ولا يسقط خوره على الآخرين فسقف البيت فيه (المرق) و(الرصاص) و (القنا) و(القش) و (الطين) .
قبل ما أنسي : ــــ
اوردت (الانتباهة اونلاين) بالامس ان وزير المالية قد اجتمع بادارة الايرادات وانتقد ضعف ايراداتها و وجه الدكتور جبريل بوقف الاعفاءات الجمركية لمنظمات المجتمع المدني و شدد على فرض ضوابط جديدة للتحصيل من شركات التعدين وشركات الامتياز .(انتهي الخبر) .
طيب يا جماعة (اونكل) جبريل ده مستعجل كده مالو ما يصبر شوية لغاية ناس (الفاخر) وشركات (خالنا هناي) يجمعوا كرعيهم من الشارع و يا جبريل يا أخى بالمهلة آآآي بالمهلة .

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version