ويسألونك عن الأولويات

(1 )
لم يكن هناك مفر من أن تكون (لقمة العيش) هي اولى اولويات حكومة حمدوك الجديدة نعم لقمة العيش وليس قفة الملاح كما كنا نقول في ماض قريب فقفة الملاح اصبحت ترفا فمعظم اهل السودان إن لم نقل كلهم بما فيهم اهل الدثور اصبحوا يبحثون عن الرغيفة فهي غير موجودة (في عضمها) وعندما بحث الناس عن البديل المحلي ككسرة الذرة او الدخن لم يجدوا مستلزماتها من وقود وملاح لا بل هي ذاتها في عضمها اغلى سعرا من خبزاية القمح في السوقين فإن يكن شيئا منتجا محليا ومتوفرا و اعلى سعرا من شيء مستورد فهذا عوار سياسي وعاهة قديمة لا تسأل عنها حكومتا حمدوك السابقتان فقط بل كل الحكومات التي سبقتاهما ولن نقول هذه قصة اخرى بل نقول من هنا يبدأ الاصلاح يا سيدنا جبريل (الانتاج الانتاج الانتاج ثم علاقته بالاستهلاك)
(2 )
حكومتا حمدوك صرفت كل جهدها في انهاء عزلة السودان الخارجية واخراج السودان من القائمة الامريكية اللعينة وبذلتا في ذلك جهدا كبيرا لا بل الاصح انهما دفعتا ثمنا باهظا تمثل في الرضوخ لسياسات المؤسسات الغربية على رأسها الصندوق والبنك و عرفان صديق واشباهه من الاستخبارات الدولية والاقليمية ثم ال335 دولار من برندات السوق العربي والتي كانت احدى قاصمات ظهر الجنيه السوداني (المفزور) اصلا ثم التطبيع الماشي الآن بالدرب التحت (برضو تقول لى المجلس التشريعي؟) وقد عبرت حكومتا حمدوك تلك العقبتين فأصبح السودان غير معزول دبلوماسيا وليس له رئيس منبوذ مطارد وانفتحت سماؤه حتى لطائرات العال الاسرائيلية (من فضلك ما تقول لى سمك لبن تمر هندي) وفي نفس الوقت حققت الحكومتان تقدما نسبيا في ملف السلام فكانت اتفاقية جوبا التي احضرت جبريل ومناوي وعقار للخرطوم وسكنتهم في الوظائف الدستورية ولكن ذات سلام جوبا زاد نشاط عبد الواحد المعارض
(3 )
تركيز حكومتي حمدوك على السياسة الخارجية والسلام جعلهما تهملان الاولويات الاخرى كمعاش الناس فتركت ملفه للبدوي وبعده هبة فكان صراعهما من اللجنة الاقتصادية للحاضنة وامتثالهما للصندوق والخبراء الاجانب المستجلبين فكانت كارثة زيادات المرتبات بما يفوق الخمسمائة في المية ومحاباة بعض الشركات و(تصريحات ) السيدة هبة التي قضت على الجنيه السوداني وانفتاح الطريق للنشاط الاقتصادي الهدام من تجارة عملة وسوق اسود في الوقود والسكر وفساد اداري وضياع حصائل (شوية) الصادرات وكانت النتيجة الكارثة الاقتصادية التي لم يشهد السودان مثلها منذ ان انشأه محمد علي باشا 1821 م بما في ذلك مجاعة سنة ستة ايام الخليفة عبد الله كما قال الخبير الاقتصادي التيجاني الطيب . هذه الكارثة حرمت المواطن السوداني من استطعام نهاية العزلة ورفع اسم السودان من القائمة الامريكية اللعينة والسلام الجزئي وبالتالي اصبح اهم منجزين لحكومتي حمدوك معلقين في الهواء حتى الان في انتظار حكومة حمدوك الجديدة (الثالثة)
(4 )
اولويات حكومتي حمدوك كان متفقا عليها ولكن المشكلة كانت في انها رتبتها على التوالي بدلا عن التوازي لان التوازي يعني العمل بها كلها في وقت واحد تاسيسا على مبدأ تقسيم العمل مع تركيز نسبي على واحدة دون اهمال الاخريات فكان المضي بفك العزلة والسلام لتجد أن الشغلانة (انقدت) من جهة الاقتصاد فيصبح المنجزان دون اثر على ارض الواقع وبلغة كرة القدم تركز على الهجوم فتحرز ثلاثة اهداف وتهمل بقية الخطوط لتجد أن شباكك استقبلت ستة اهداف .. نواصل إن شاء الله

صحيفة السوداني

Exit mobile version