بقال: لا تقبل بهذا يا جبريل إبراهيم فأنت لست ملاكاً ولا رسولاً … !!

ما كان فرعون سيكون فرعوناً لولا من كانوا حوله ويقال أن اسمه الحقيقي ” رمسيس الثاني ” وما فرعون الا مجرد لقب فقط لقب به ملوك الفراعنة وبعدها صار فرعون لدرجة الشرك بالله وإلادعاء أنه رب الناس وقال أنا ربكم الإعلي ، البشر وحدهم يصنعون التماثيل من الفخار والعجوة ليعبدوهم ويضخمونهم ، كما صنعوا صرح من خيال سموه تجمع المهنيين ووقتها كانوا يقولون ” لو التجمع قال لينا نصلي غرب نصلي ” ومضت الإيام والشهور ووحدهم أكتشوا حقيقة هذا الوهم وإنفضوا من حوله ، وبطبيعة الشعب السوداني تضخيم الإشخاص لدرجة العبادة وحتي الشرك ، فكانت عبارة ” شكراً حمدوك ” التي ملأت الإسافير ومواقع التواصل الإجتماعي وبعد فترة أكتشفوا أنهم صنعوا ” نمر من ورق ” فصار الشكر ذماً ولعناً وكرهاً من الشعب لدرجة المطالبة بأسقاطه وهتافات ضده وحرق صوره في الشوارع .

الأن تحولوا لجبريل إبراهيم بعبارات شكر وثناء قبل إداءه للقسم وقبل إستلامه لمنصبه ويجب أن لا يقبل بأي عبارات للمتجيد بهذه الدرجة وقد بدأوا في تفعيل هاشتاق ” جبريل نزل القرآن من السماء معقولة ما ينزل الدولار ” وأن كانت هذه العبارة في إطار النكتة والضحك وإحياناً يقولون أدروبي قال وحلفاوي قال وهكذا يتم التشيير من الواتساب للفيس للقروبات بهذه العبارة وهذا خطأ كبير جداً ، لا مراح بآيات الله والتنكيت علي الملائكة ، يريد الله منا أن نستحي من الملائكة الكاتبين ونجلهم ونوقرهم أن نعصي في حضرتهم ، فهل تجل أحداً وتوقره ثم تنكت عليه ؟!

مما لا يعلمه هؤلاء المروجين لهذه النكتة الفارغة ” أن الملائكة لهم حرمة عظيمة ، فلا يجوز ” التنكيت ” عليهم ولا ذكرهم بما فيه نوع إستخفاف كما يفعل بعض الغافلين في أيامنا هذه للمقارنة دون قصد بين جبريل إبراهيم وملاك القرآن الكريم جبريل عليه السلام ، ” نزل به الروح الأمين ” ” أنه لقول رسول كريم ، ذي قوة عند ذي العرش مكين ، مطاع ثم أمين ” صدق الله العظيم ، كل هذه أوصاف لجبريل عليه السلام ، كريم القدر ، مكين ، أي له مكانة عند الله عز وجل ومنزلة رفيعة ” مطاع ثم ” أي له وجاهة وهو مسموع القول مطاع في الملأ الأعلي .

الإيمان بالملائكة وإجلالهم وتقديرهم من أركان الإيمان الستة ، فهم رسل الله عز وجل فلا يمكن أن يقارن الملائكة بالبشر بهذه الطريقة والسخرية والضحك علي سبيل التنكيت ؟ فما الذي يُضحك في عبارة ” جبريل نزل القرآن من السماء معقولة ما ينزل الدولار ” فهل جبريل إبراهيم هو الملاك جبريل ؟ كونوا واعين إيها الشعب وإبتعدوا عن رسل الله وملائكته ولا تتخذوهم هزوا ولعباً وضحكاً وتنكيتاً ، ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ” وقوله تعالي
” ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّم بِمَا كَفَرُوا وَاِتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ” صدق الله العظيم .

جبريل إبراهيم لم يفعل شي لينزل الدولار ولا الإسعار بل لم يجلس في كرسي الوزارة ليعرف ماذا عن هذه الوزارة وعليكم عدم الإستعجال وعبارات التمجيد والثناء من الأن نتمني لا تنقلبوا عليه وتسبوه وتلعنوه فهو ليس أول وزير لهذه الوزارة ولا آخر ولم يأتي للوزارة ومعه مال ” قارون ولا خاتون ” وليس بيده عصاة سحري وأخشي غداً سيتحول من المدح إلي لعنة الشعب فلا تستعجلوا لهذه الدرجة التي خلي فيه أسم الملاك جبريل عليه السلام فكُتبت العبارة ” جبريل نزل القرآن من السماء ” دون حتي الإشارة ” عليه السلام ” جبريل عليه السلام ملك منزل من الله عز وجل وجبريل الآخر بشر مثلنا معين من حمدوك ويرأسه حمدوك رئيس وزراء قحت أفشل رئيس وزراء حكومة يمر بالبلاد منذ الإستقلال وحتي تاريخه ، فشتان ما بين ” جبريل عليه السلام ” وجبريل إبراهيم ؟
” قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ، مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ” صدق الله العظيم .

إبراهيم بقال سراج

*السبت . 13 . فبراير . 2021 م*

Exit mobile version