كشفت مصادر سودانية، يوم الجمعة، عن وجود تحقيقات جارية في البلاد، لمعرفة سبب وقوع أخطاء في خريطة البلاد، بالمناهج الدراسية الحالية.
الخرطوم – سبوتنيك. صرح مسؤول سوداني، عن تحقيقات جارية لكشف الخطأ الموجود في أحد كتب مناهج مرحلة الأساسي التعليمية بالسودان.
وأوضح أن الخطأ يتمثل في رسم خريطة السودان دون وضع مثلث “حلايب وشلاتين” السودانية، فيما حذر، مسؤول المفوضية القومية للحدود السودانية، بالوقوع في مثل هذه الأخطاء التي يمكن أن تستغلها دول مجاورة بطرق قانونية.
وأفاد المصدر الحكومي، في تصريح، لوكالة “سبوتنيك”، بأنه “تجري تحقيقات، لمعرفة الجهات التي تعمدت وضع خطأ في منهج التعليم الأساسي بالسودان، بوضع خريطة السودان، محذوف منها مثلث حلايب.”
وأضاف المصدر، بأن “هذا التصرف ربما يوحي بوجود فعل مخابراتي، وكأن الأمر مفتعلا ومقصودا”.
وأكد على أن” عملية التحقيقات ستطال أطراف عديدة باعتبار أنه خطأ غير مقبول صدوره من جهات حكومية”.
وفي ذات الصعيد، علق رئيس المفوضية القومية للحدود في السودان، معاذ تنقو، لوكالة “سبوتنيك”، حول هذا الخطأ في المناهج مرحلة الأساسي، بقوله إن” المفوضية، تملك الحق في محاسبة الجهة التي قامت بهذا الخطأ، مهما كانت الجهة الفاعلة رسمية أو غير رسمية”.
وأشار تقنو إلى أنه ” ووفقا للقانون لا ينبغي استخدام أي خريطة لا يكون لديها إذن خاص من قبل المفوضية القومية للحدود”.
وأوضح تنقو، بأن “الخرائط التي بها خطأ من جهات حكومة، تشكل طعنا قانونيا لفائدة دول أخرى مجاورة، لذا يجب محاسبة كل مسؤول عن نشر خريطة بدون إذن المفوضية ويكون فيها خطأ في بيان حدود السودان السيادية”.
وفي الموضوع ذاته، قال عضو لجنة مراجعة كتابي التاريخ للصفين الخامس والسادس، البروفيسور عمر حاج الزاكي، في تصريح لوكالة “سبوتنيك”، إن “المنهج وضع 4 خرائط للسودان، إلا أن إحدى الخرائط خلت من مثلث حلايب لكن بقية الخرائط كاملة”.
واعتبر الزاكي، أنه “خطأ كارثياً، بجانب أخطاء تاريخية أخرى في المنهج، تشمل تواريخ خطأ، وأحداث خطأ”، مشيرا إلى أن ” لجنة المراجعة أوصت بإلغاء المنهج فورا”.
وأشارت تقارير صحفية سابقة إلى أن لجنة مراجعة كتابي التاريخ للصفين الخامس والسادس بمرحلة الأساسي، قد أوصت بإلغاء الكتابين، بينما رصدت اللجنة، ما يقارب 100 خطأ، وفق معايير علمية، وأضافت أن هناك أخطاء بالمنهج وصفت بـ”الكارثية”، شملت حقائق تاريخية و أخطاءً في بعض التواريخ والخرائط مثل خريطة السودان من غير مثلث حلايب.
وكان رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، قرر تجميد العمل بمقترح المنهج الجديد في السادس من كانون الثاني/ يناير الماضي، الذي تقدمت به إدارة المركز القومي للمناهج والبحث التربوي عقب الجدل الواسع في الشارع السوداني، مما دعا مدير المركز القومي للمناهج والبحث، عمر القاري، بتقديم استقالته إلى رئيس الوزراء بالسودان.
يذكر أن السودان ومصر تتنازعان على منطقة مثلث “حلايب وشلاتين” في حدود البلدين منذ عقود مضت.
ويجدد السودان سنويا شكواه في مجلس الأمن بشأن مثلث حلايب وشلاتين منذ عام 1958، ويقابلها الجانب المصري برفض التفاوض أو التحكيم الدولي بشأن المثلث الحدودي.
وتؤكد مصر أن “منطقة حلايب وشلاتين أراض مصرية وتخضع للسيادة المصرية”.
الخرطوم – سبوتنيك