• في كتاب سيرته الذاتية وقصة نجاحه الباهر يقول بيل غيتس أسطورة مايكروسوفت إن نقطة التحول في حياته كانت ملاحظة من أحد أصدقائه المقربين والذي كتب لغيتس تقريراً مختصراً لتقييم الأداء داخل مجموعة عمل صغيرة تم تكليفها بإعداد تصور فني للخطة السنوية للشركة .. إنتهي الوقت المحدد ولم تنجز المجموعة تكليفها وهومادفع بيل غيتس للإستعانة بصديقه لتشخيص وتحديد أسباب التأخير والذي كلّف شركتهم ملايين الدولارات في سوق المنافسة الشرس ..
• كتب صديق بيل غيتس لصديقه ملاحظة محدودة الكلمات قال فيها : ( يؤسفني أن أقول لك إنك رجل تجيد مهارة الإستعانة بالموظفين الفاشلين ) !!
• وما قاله صديق بيل غيتس نقوله اليوم لحكومة الثورة المصنوعة في نسختها الجديدة .. ونقوله لقوي الحرية والتغيير التي تشتت وتفرّقت وغادرت مساطب المشجعين بسبب الخسائر المتتالية لحكومة حمدوك والتي سقطت قولاً .. وفعلاً وقاد هذا السقوط إلي تغيير الحاضنة السياسية والممولين والرعاة !!
• عند النظر إلي الأسباب الموضوعية التي أدت إلي سقوط حكومة حمدوك في دواخل مؤيديها والمتحمسين لها والذين رفعوا عالياً شعار شكراً حمدوك ثم تواروا عنه خجلاً ، عند النظر الموضوعي لأسباب السقوط المدوي لحمدوك وزمرته التنفيذية والسياسية نجد في مقدمة هذه الأسباب الأداء الكارثي والجنائزي لما يسمي بلجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو .. هذه اللجنة التي إرتكبت مخالفات قانونية وإجرائية لاتزال محل نقد من صقور وحمائم الحرية والتغيير قبل عقلاء السياسة والقانون الذين ناصبوا الإسلاميين العداء منذ عقود ..
• شكّلت إستقالة الفريق ياسر العطا من لجنة التمكين ضربة موجعة لجماعة التفكيك .. وتوالت الضربات بأوامر القبض التي صدرت وتم تنفيذها بحق صلاع مناع .. وزاد طينهم بلة بوابل الإمتعاض الجماهيري من كوارث لجنة وجدي صالح وجماعته بالولايات ..
• تزامنت أخطاء لجنة التفكيك مع تصاعد لهيب المشاكل الاقتصادية بالبلاد .. وهي مشاكل معروفة ومعلومة لدي كافة الشعب السوداني الذي تئن جموعه من طحن الغلاء اليومي وحالة الانفلات الجنوني في أسعار السلع ..
• تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً صادمة توثق لنهب وسلب وسرقات علنية للبضائع والمواد الغذائية من المخازن والمحال التجارية بالولايات .. إنها مشاهد محزنة .. ومخزية ومؤلمة بحق تعدّي ألمها السودان إلي كل العالم والذي بات ينظر إلي السودانيين بشفقة ورثاء يستحق غوثهم وعونهم من الجوع قبل أن يأكلوا بعضهم بعضاً ..
• هذا الواقع الكارثي لم تتسبب فيه قواعد وقيادات المؤتمر الوطني الذي صادرت سلطة الإنقلاب العسكري المتواطئة مع المدنيين دوره وأمواله وأصوله وحظرت نشاطه في المركز والولايات ..
• لم تكتفي سلطة الإنقلاب العسكري المدني بالتضييق علي المؤتمر الوطني وقواعده وحسب ،بل تقود حملة منظمة للسخرية من شباب الحزب وشيوخه وترميهم بكل قبيحٍ من القول وبذيئ الكلام ..
• إن الذين يقودون مظاهرات الرفض لحكومة الثورة المصنوعة في الخرطوم والولايات ليسوا جماهير وقواعد الوطني .. إنها جماهير وقطاعات واسعة من الشعب السوداني أيقنت أن الذين يتحدثون باسم الثورة ويرتكبون بشرعيتها الأخطاء ويصرون علي مخالفة القانون ، هم أعداء ثورتهم الحقيقيون .. لا قيادات وقواعد المؤتمر الوطني ..
• لقد إكتشفت لجنة التمكين فجأة أن هنالك قيادات وقواعد للمؤتمر الوطني بالعاصمة والولايات تجب ملاحقتهم بالإعتقال عبر لجنة التفكيك وليس عبر الأجهزة الأمنية والشرطية التي صارت وفقاً لتعميم المحامي إسحق أداةً من أدوات تنفيذ الهجمة الجديدة علي المؤتمر الوطني ..
• إن كانت لجنة التفكيك جادةً ومخلصةً لثورة ديسمبر وحكومتها الجديدة فعليها أن تأمر بإعتقال القيادات الأهلية للجعليين والبني عامر والهدندوة والزغاوة والبرتي والمساليت وغيرهم من رموز النظام الأهلي بالسودان ..
• إن كانت لجنة التفكيك جادة ً ومخلصة لحكومة حمدوك الثانية فعليها أن تصدر أومر القبض والتفكيك بحق مشايخ وأقطاب الطرق الصوفية بالسودان والذين أعلنوا في بيان مشهور وممهور بتوقيعهم رفضهم لحكومة حمدوك العلمانية وطالبوا بإسقاطها ..
• إن خطابات الملاحقة والإعتقال لقيادات وقواعد المؤتمر الوطني بالمركز والولايات خطوة غير ناضجة لن تقود إلا لمزيد من ( تأزيم) المشهد السياسي بالبلاد .. هذه الخطوة ضربة موجعة لمن تسميهم قوي الحرية والتغيير برفقاء الكفاح المسلح والذين تم إستقبالهم في مناصبهم الجديدة بحملة تنكيل سياسي لا تقف علي قاعدة قانونية وأخلاقية ولا مبرر لها ..
• ما لا يعلمه الشاب إسحق المحامي وولاة الولايات الذين تم توجيههم بإعتقال قيادات وقواعد الوطني .. ما لايعلمه هذا الشاب أن الإسلاميين لا ترهبهم السجون ولا تقعدهم الإعتقالات وأنهم يخوضون معاركهم ضد مخالفيهم تحت الضوء وهجير الشمس إن قرروا المنازلة والمواجهة .. وحكومة قحت في نسختها القديمة والجديدة لا تحتاج من قواعد وقيادات الوطني لمواجهة حتي تسقط ..
• إنها حكومة وحواضن سياسية تحمل عوامل سقوطها وفنائها بداخلها .. إنه واقع سياسي متناقض ولا يحتاج لقلم وجسارة الأستاذ حسين خوجلي والذي تم اعتقاله بأمر لجنة التمكين بتهمة إثارة الشغب والكراهية ضد الدولة ..
• ربما تحتاج الحكومة الجديدة لقراءة نصيحة صديق بيل غيتس قبل أن تبدأ حملة إطفاء الحرائق تحت أرجلها !!