مصالحة مع من ذهب لأبعد من الحرام.. كيف؟

(1)
العاقل يسأل نفسه والمقربين منه، عن أخطاءه حتى يتجنبها ولا يكررها، والسياسي لا يسأل نفسه ولا الآخرين عن أخطاءه، ثم يعيد تكرارها!!لم آشر الى أن السياسي كائن غير عاقل!!
(2)
جلس يتناول مع زوجته (صحن شيه جامبو) فقال لها: ما أطيب هذا الشواء لولا الزحام!!تلفت الزوجة يميناً ويساراً، باحثة عن الزحام الذي جاء به الزوج، فلما لم تجده، قالت لزوجها (أجي وينو الزحام دا؟مافي إلا أنا وأنت وصحن الشية) تبسم الزوج، وقال كنت أتمنى ان أكون أنا والصحن وبس!!غضبت الزوجة وقالت له انت المحاصصة دي اصلو ما عاوز تفارقها؟من إفادات زوجة وزير، مشهود له ولحزبه بحبهم للمحاصصات.
(3)
قال لقمان السوداني الأصل، يا بني لا تفرح بمن راح وذهب من الوزراء، انتظر القادم، ورب وزير يكبتم من سوء إدارته، ولما حل محله وزير جديد، بكيت على فراقه!!
(4)
هذه الثورة الديسمبرية المباركة، هي قوة من كل ضعف، ونور من كل ظلمة، وعدل من كل جور، وراحة من كل تعب، وايثار من كل بخل (شعار الثورة، كان عندك خت، كان ماعندك شيل) وفضيلة من كل رذيلة، وأكبر الرذائل وأعظمها، والتي ظهرت على سطح تاريخنا المعاصر، هي رذيلة مايسمى نورة الإنقاذ الوطني، وأحد أكبر رذائلها، حزب المؤتمر الوطني البائد وما خرج من تحت عباءته، حزب المؤتمر الشعبي، وحركة الإصلاح الآن و منبر السلام العادل وغيرها، لا نعرف لأي منطق وبأي عقل يريد البعض التصالح والتسامح ومصالحة هذه الرذائل التي لا زال الناس يحاولون التخلص منها، ؟لا تصالح ولا مصالحة، الا بعد أن تتم محاكمة كل من قتل ونهب وسرق واستولى على موارد البلاد والعباد، وبعد أن يقول القضاء النزيه كلمته، وبعدها تعالوا وحدثوننا عن التصالح والتسامح والمصالحة، بل وكيف يتم التصالح والمصالحة، وهؤلاء سمعوا بأن كل المسلم حرام، دمه وماله وعرضه، وهؤلاء وبشهادات واعترافات موثقة من قبلهم، تقول أنهم ذهبوا لابعد من الحرام، ويكفي رئيسهم المخلوع البشير، انه يشبه ذلك الامير الذي قيل فيه (قد بلينا بامير ظلم الناس وسبح، فهو كالجزار فيهم يذكر الله وبذبح) وحتى اللحظة لا نعرف كيف يدعو السيد مني اركو مناوي، الى مصالحة مع (الكبزان والمكتوزنين)؟

طه مدثر – صحيفة الجريدة

Exit mobile version