أطل علينا مساء الاثنين باسماء وزراء الحكومة الجديدة.. وهي الحكومة الثالثة في ظل الفترة الانتقالية التي طالت واستطالت حتى نسينا متى كانت البداية ومتى ستحين النهاية.. لكني عموما تفاءلت بالرقم ثلاثة.. فالمقولة التي اخترناها عنواناً.. هي ان الثالثة عادة ما تكون هي الرابحة.. فالانسان يكون قد تعلم من الأولى .ونضج في الثانية.. ومن ثم اتت الثالثة متوجة للمحاولات.. والله تعالى أعلم.
ما ان ظهرت اسماء الوزراء.. حتى تناولتهم الأسافير ولم تترك شاردة ولا واردة تخصهم..حتى ان بعضهم قد ظهرت له صورا عجيبة.. (ذات مومنت) حين التقاط الصورة لم يرد على بالهم انهم سوف يعتلون قمة العمل الوظيفي.. وان الاضواء ستكون مسلطة عليهم ذات يوم.. اما السير الذاتية فحدث ولا حرج.. قصص وحكايات.. .وتفاصيل التفاصيل.. اللهم أدم سترك علينا..
لاحظت شيئاً مهماً في التوليفة الجديدة.. وهو ان الاحزاب والحركات في هذه المرة.. قد دفعت لنا بالقادة واصحاب الريادة.. ومن هم على قمة الهرم الحزبي.. فقد برز جبريل ابراهيم شخصياً للمالية.. ودفع حزب الامة بفلذة كبده.. والاثيرة لديه المنصورة دكتورة مريم الصادق.. وجاد المؤتمر السوداني برئيسه السابق ابراهيم الشيخ .. وابنه المدلل خالد عمر.. مما يعني بدون شك ان المباراة هذه المرة ستكون بالفريق الأول.. لأن الهزيمة ليست واردة.. والتعادل لن يسمح للفريق بالصعود.
الاسماء الكبيرة التي زينت لستة الوزراء.. جعلتني اتذكر مثلاً نوبياً كانت الوالدة رحمها الله كثيراً ما تردده.. عندما تأتي الامور على غير ما كانت تتوقع.. (مرسال اويكا ارككن.. ايكو اوركمو).. بمعنى ان المرسال يمكنه ان يريح اقدامك.. لكنه لن يبعث الراحة في قلبك.. يبدو ان الاحزاب والحركات قد تعبت من المراسيل.. وترشيح أناس لا يريحون القلوب.. ولا يؤدون المهام كما يجب .. وكل يوم تأتيهم كارثة تضج لها الاسافير وتسافر بها الركبان.. مما يضطر الحزب بعدها لمحاولة الدفاع.. او الذود عن الوزير (الما عايز يستقيل )..تعبت الاحزاب.. بعد أن جربت المرة الاولى والثانية المراسيل.. فكانت الخيبة هي النتيجة في كل مرة.. فما كان منها الا ان (جابت آخرها).. وقررت اللعب بالنجوم هذه المرة.
طيب.. طالما القصة بقت على مستوى النجوم واسماء الصف الأول.. نتوقع في المقابل اداءً احترافياً يليق بعظمة الأسماء المذكورة .. يعني قبل المباراة.. لازم تمارين.. وقبل التمارين.. لازم نعرف الخطة التي سيتم اللعب بها.. وقبل معرفة الخطة.. لابد من التأكد أن الخطة تمت دراستها ومناقشتها.. واجازتها من قبل اللجنة المشرفة على الفريق.. وهو في هذه الحالة المجلس التشريعي.. .يعني ببساطة.. لن نرضى بلعب (دافوري).. ولا لعب بدون خطة.. ولا ان تبدأ المباراة دون ان تجري تمارين احماء والتأكد من جاهزية الفريق.. اللعب هذه المرة على بطاقة واحدة فقط.. الفوز.. او النصر.. لا يوجد حل آخر.. والا فان الجماهير هذه المرة لن تطالبكم بالرحيل.. بل سترحل هي وتترك لكم الاستاد بكامله لتكملوا المباراة بدون جمهور.. كلمتكم غايتو.
***********
ناهد قناص-صحيفة الجريدة