وأخيراً يقبض على صلاح مناع ، ويزج به في ذات معتقل المقرن الذي يقبع فيه ولا يزال سجين مناع الشاب المجاهد معمر موسى لما يقرب من عام كامل .. فهل ترانا كذبنا حين اوردنا قوله تعالى (وَلَا تَحسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـافِلًا عَمَّا یَعمَلُ ٱلظَّـالِمُونَ إِنَّمَا یُؤَخِّرُهُم لِیَوم تَشخَصُ فِیهِ ٱلأَبصَـارُ)؟!
وهل كذبنا حين حذرنا من الظلم وعاقبته الاليمة في هذه الدنيا؟!
صلاح مناع الذي طغى وبغى حتى توهم انه صاحب السلطة العليا الذي ينبغي ان ينصاع رئيس المجلس السيادي لما يصدر عنه من قرارات ومجلس الوزراء بما يأمر به من توجيهات والنائب العام لما يهرف به من تعليمات .. مناع الذي كان يصول ويجول ويعتقل ويشيطن ويروع الامنين داخل دورهم ومكاتبهم بعد ان نصب نفسه حاكماً مطلقاً لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ..هذا المعتدي الاثيم يقبع الان بجوار معمر موسى حبيساً كسيراً تعيساً فهل تراه يتعظ ويعود الى رشده بعد ان استحوذ عليه الشيطان فانتابته حالة فرعونية جعلته ينسى حقيقته في الصين واريتريا وسنغافورة وغيرها من الدول.
لم يئن الاوان للحديث عن علاقاته المشبوهة مع بعض قيادات النظام السابق الذي نصب نفسه اليوم خصمه الاكبر وعدوه اللدود.
اعجب ان تدافع عنه لجنة ازالة التمكين من خلال بيان ركيك وهزيل ومليء بالثقوب بالرغم من انه كان الاولى بهم ان يتواروا خجلاً مما اقترفوه في حق المظاليم الذين (بينوا) في مناع سيما بعد ان استقال رئيس اللجنة ياسر العطا بعد ان قال في اخطاء لجنته ما لم يقل مالك في الخمر خاصة واني افهم ان استقالته لا تختلف عن استقالة رئيس الوزراء التي يفترض ان تقيل كل الوزارة.
ضحكت ان يتحدث بيان اللجنة التي غادرها رئيسها عن تقصير النائب العام في عدم فتح بلاغات ضد من سماهم (بقاطعي الطرق القومية) ..يقولون ذلك في تناس ل(قطعهم ارزاق عشرات الالاف من القضاة ورجال الشرطة والمهندسين وكبار وصغار الموظفين بل في تجاهل لما كان صبيانهم يفعلون وهم يقطعون الطرق ويشعلون اللساتك حتى تغنى كبيرهم عمر الدقير بمقولته العجيبة (المجد للساتك) والتي اضحت احدى اكبر المضحكات المبكيات في عام 2020!
ولي عودة باذن الله تعالى.
(2)
بين زيارة هبة للبحرين وثورة البوعزيزي وشهيد الجوع في امبدة!
لم ولن اقتنع بمبررات (الفرص الاستثمارية) التي استدعت زيارة وزيرة المالية هبة محمد علي للبحرين ذلك ان تلك الدولة التي رأيتها بعيني رأسي ربما تكون اصغر من اي من قرى السودان وهي ، من حيث قوة اقتصادها ، الاضعف بين دول مجلس التعاون الخليجي الست ولا سفارة لها في الخرطوم بالرغم من ان للسودان سفارة فيها فتحت خطأ وفي ظرف استثنائي اعلمه تماماً.
مبرر السفر مضحك وكان ينبغي البحث عن مبرر اخر (مبلوع) ذلك انه لا احد ، حتى ولو كان مجنوناً، يمكن ان يفكر في القدوم للاستثمار في بلاد اغلق كثير من تجار البقالات متاجرهم فيها بسبب التصاعد اللحظي في سعر الدولار ذلك ان السلعة باتت تقيم بالدولار لحظة بيعها ، وما عاد الجنيه مبرئاً للذمة او قابلاً للتداول ، فضلاً عن انه ما من سلعة اكثر رواجاً وربحية الان من الدولار ، وكاد الناس يبيعون البيض والرغيف والملح والبصل بالدولار خوفاً من الخسارة!
في مثل هذه الاجواء القاتمة تتحدث هبة عن زيارة للبحرين وليس دبي او مصر او اوروبا للتباحث حول بحث افاق التعاون في شأن الاستثمار!
نحن في زمن الشفافية وليس (الغتغتة والدسديس) ، فكان الاولى ان يقال لنا السبب الحقيقي حتى لا تذهب بنا الظنون الى تصديق ما قالته الناشطة تراجي مصطفى حول قيام هبة بالسفر لإتمام صفقة (بيزنس) شدت هبة الرحال من اجل إتمامها سيما بعد ان تأكد خروج هبة من وزارة المالية!
بلاد ما عندها وجيع وفي حالة احتضار ، حكومتها غائبة تماماً وعاجزة تماماً وشعبها يتضور جوعاً ،ولو حدث حادث انتحار (شهيد المجاعة) في امبدة في اي بلد اخر غير سودان العجائب لاشتعلت ثورة مثل ثورة البوعزيزي في تونس ولكن!
صحيفة الانتباهة