كل يوم يمر يؤكد قادة الحركات المسلحة من خلال تصريحاتهم انهم رجال دولة يتجاوزون الإحن و الضغائن لصالح تأسيس دولة المواطنة و العدالة …
حديث أركو مناوي عن أهمية المصالحة وان تشمل هذه المصالحة جميع المكونات السياسية بما في ذلك الإسلاميين ، مع إقرار محاسبة كل من أذنب في حق الشعب و الدولة ، حديث مسئول يصب في مصلحة إعادة تأسيس الدولة السودانية .
عندما أسلم أبومريم السلولي قاتل زيد بن الخطاب، شقيق عمر بن الخطاب ، قال له عمر : اني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم المسفوح . قال له أبومريم : و هل عدم حبك يمنع عني حقا من حقوق المسلمين ؟؟ .
رد له عمر : لا يمنع عنك حقا .
قال أبومريم : لا يضيرني عدم حبك فلا تأس على الحب إلا النساء …
بعد أن حسن إسلام أبومريم ولاه عمر بن الخطاب قضاء البصرة .
هذه الحادثة وضعت لنا أسس المواطنة و الحقوق و الواجبات ، فإقصاء الإسلامي أو الكوز المعتدل الذي لم يذنب في حق الشعب و البلاد ، و مساواته بمن أجرم أو أفسد ، أنه لفساد من نوع آخر ، و إمعانا في استمرار الظلم الذي بدأته الإنقاذ و استمر ثلاثة عقود ..
فكما قال مناوي ألا أحد يزايد عليه في الأضرار التي لحقت به من الإنقاذ ، فكذلك جبريل إبراهيم الذي تمت تصفية شقيقه خليل إبراهيم ، وفي أول حديث له كان ينادي بالمصالحة .
المصالحة التي نقصدها لا تعني التنازل عن القضايا و الجرائم التي ارتكبها البعض ، فكل من تثبت إدانته يجب الاقتصاص منه وفق القانون و الإجراءات القضائية ، و هذا ممكن ما دام في يدك المؤسسات العدلية الشرطة و النيابة و القضاء .
لا توجد دولة تتأسس و تتطور بالكراهية و الضغائن ، و إذكاء نار العنف تجاه أي مكون في المجتمع ( أي كوز ندوسوا دوس ) . إنما لتصالح و إقرار الواجبات و الحقوق وفق القانون و الدستور ، وأن لكل كوز حقوقا مساوية للجميع مالم يكون مذنبا، أما حبنا له أو كراهيتنا ، لا تمنع عنه حقا ، ولا تأس على الحب إلا النساء .
نكون واهمين لو ظننا أن الإسلاميون سيصمتون عن اقصاءهم و تشريدهم و يتركون الوضع يستمر كما هو عليه الآن !! . لذا يجب أن نجعل الفيصل بيننا و بينهم صناديق الانتخابات النزيهة . بعد القصاص من كل المجرمين وفق القانون و الإجراءات القضائية …
دعونا نتبنى دعوة قادة الحركات بأهمية المصالحة لنضع اسسا جديدة لإدارة الدولة السودانية يشارك فيها الجميع بدون إقصاء ، و نغير نغمة الكراهية من أي كوز ندوسوا دوس ، إلى نغمة توافق و تصالح، أي كوز لم يذنب نبوسوا بوس ، و من يرفض ذلك له حق كراهيتهم ، لكن كراهية ك كراهية عمر بن الخطاب لأبومريم لا تمنع حقا و لا تنتقص واجبا …
سالم الأمين