محمد أحمد الكباشي يكتب: الخرطوم (ما شفنا مثالك)!

أخشى أن يغادر(دفعتنا الذي نسبقه بعام بمدرسة كبوشية المتوسطة ) الأخ أيمن خالد محمد خالد موقعه كوال للخرطوم (بي صمة خشمو ) ويحمل معه لقب أسوأ والي مر على ولاية الخرطوم وليس كما جاء إليها مدفوعاً من قبل قوى الحرية والتغيير مبتهجاً بالمنصب وملوحاً بعلامات النصر بعد أن وقع عليه الإختيار لقيادة ولاية هي بالطبع ليست كبقية الولايات وبالتالي فأن مخاوفنا على (دفعتنا) بالفشل مثلما كانت قراءتنا لإختيار بقية زملائه من الولاة ظهرت للعيان وصارت الخرطوم كحالة فتاة مشردة وهائمة على وجهها لا تدري إلى أين تتجه لكنها الخرطوم تتجه إلى المجهول في ظل قيادة والي لا يحرك ساكنها ولا يحس بأوجاعها .
آثرنا الصمت طوال الفترة الماضية وعدم التعجل في الحكم على الوالي مع حداثة تجربته في الوقت الذي ظللنا نتابع أداء بقية الولاة فلحقهم كثير من النقد في مقابل أداء ضعيف وقضايا متجذرة وضعتهم جميعاً في صالة المغادرة مع تزايد موجة الغضب عليهم من قبل مواطنيهم.
وإذا كان الواقع بالولايات بائساً ومريراً فانه أكثر مرارةً وبؤساً بولاية الخرطوم بل أن درجة الإنحدار والفشل والبؤس في مشهد العاصمة الخرطوم لا يحتاج إلى كثير عناء أو جهد لإثباته.
أبسط الأشياء وأعلاها قيمة هي إماطة الأذى عن الطريق والأذى هنا على قفا من يشيل ترد بيئي غير مسبوق كل أنواع النفايات صلبة وسائلة وطبية وأنقاض مباني جميعها ملقاة على الطرقات وداخل المجاري وحتى الحيوانات النافقة تلقى على الطرقات ولا يتم التخلص منها حتى بعد إنتفاخها وإنفجارها وأسوأ من ذلك محاولة التخلص من هذه النفايات عبر حرقها في أماكنها وعلى مقربة من المشافي والمنازل والكافتيريات والمدارس
أما الطرقات نفسها فقد أصبحت غير صالحة للاستخدام وأنها باتت تشكل خطراً على أرواح مستخدميها وكثير منها تغطيه مياه الصرف الصحي فضلاً عن سرقة أغطية المنهولات عندما صارت مالاً سائباً وغنيمةً سهلة المنال لأولئك الذين يجولون الطرقات والأحياء بحثاً عن الحديد الخردة ولا أحد يسألهم ولذلك زادت خطورة هذه الطرق وليس أدل على ذلك من الحوادث المرورية التي تشهدها العاصمة على مدار الساعة والتي حصدت كثيراً من الأوراح وتسببت في إعاقة مثلهم إلى جانب تلف للسيارات وقد ورد في الأثر عن أمير المؤمنين ( لو عثرت بغلة في طريق العراق لسألني الله عنها لم لم تصلح لها الطريق يا عمر ) وأني لأخشى أن يسألك الله يا أيمن لم لم تسو هذه الطرقات؟
أما مربط الفرس في حديثنا هذا حول إخفاقات أيمن نمر هو التردي الأمني الذي تعيشه الخرطوم ولعله أي الوالي هو من يتحمل المسؤولية كاملة في تأمين الخرطوم بأعتباره يمثل رئيس اللجنة الأمنية في الولاية فقد تنامت ظاهرة السرقات والخطف والإرهاب ( قبل يومين حادثة أوردتها الصحف تعرض حافلة ركاب إلى نهب وسرقة ) عصابات تمتطي الدراجات النارية وبدون لوحات ويخطفون حقائب النساء والرجال وفي وضح النهار ..رجال ملثمون يمتطون سيارات بدون لوحات ويمارسون قطع الطريق وترويع الناس.
ليت أيمن نمر صال وجال في طرقات العاصمة وشهد بأم عينيه المناظر المقززة التي تغطي شوارع العاصمة وليته شاهد كيف تحولت الحدائق والفسحات (غرب وشرق القيادة مكان الصبة ) إلى أكوام من القمامة فقد أضحت يباباً جرداء قاحلة فقدت كل أصناف الرعاية والإهتمام
لن أتطرق إلى الواقع المعيشي المتردي فتلك قضية عجزت حكومة حمدوك بأكملها في علاجها ولذلك لن نلوم والي الخرطوم عليها ولكنه بالتأكيد جزء منها.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version