حملت الأنباء يوم أمس الأول خبراً مفاده مغادرة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو ( حميدتي ) إلى دولة قطر لإجراء محادثات مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد .
ما أود التعليق عليه ليس أسباب الزيارة أو ما وراء الخبر ، ولكني أود التعليق على الهرولة إلى الدوحة عقب المصالحة الخليجية ، نفس الشخوص التي تظهر الآن و هي تيمم وجهها شطر قطر هي ذاتها التي قامت من قبل بإرجاع طائرة وزير الخارجية القطري إرضاءً لدول الحصار .
ونفس الوجوه التي أرتدت إحرامها و أسرعت بالحج إلى قطر والطواف بقصر الرئاسة هي عينها التي طافت كل الدول العربية والإفريقية دون أن يمن الله عليهم بزيارة قطر . مايجب قوله أن الدول المحترمة وقيادات الدول التي تعرف قدر نفسها تتخذ على الأقل موقف الحياد في الأزمات بين الدول هذا إذا لم يتثن لها القيام بدور الوسيط لعودة المياه إلى مجاريها.
موقف السودان المخزي في الأزمة الخليجية كان وصمة عار في جبين المجلس العسكري أولاً ومجلس السيادة ثانياً و حكومة الفترة الإنتقالية ثالثاً ، جميعهم و بكل مسمياتهم مارسوا نوعاً من الإنبطاح و الإنحياز الواضح و الفاضح إلى دول الحصار .
حتى الحكومة المدنية التي جاءت وكان العشم و الأمل فيها كبيراً أن تحفظ للوطن هيبته و تبعده عن سوق بيع الولاء وآداء فروض الطاعة ، مع الأسف جاءت حكومة حمدوك لتسير خلف العسكر في إنحيازهم ذاك .
ولم يرتد طرف لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك بأن قطر قدمت ولم تستبق شيئاً . أحتضنت مفاوضات سلام دارفور ، و أقامت عشرات المشاريع النموذجية غرب البلاد ودعمت الكثير من البرامج التنموية ، وجاء جزاءها النكران والجحود .
الآن عقب أن قرر ملك السعودية وأمير دولة الإمارات والبحرين وسيسي مصر عقب أن قرروا المصالحة مع قطر وعادت العلاقات إلى طبيعتها ، هرولتم جميعكم صوب الدوحة ، و لا أدري بأي وجوه تسافرون وقد خلت تلك الوجوه من كل مزعة حياء .
أزمة الخليج أوضحت جلياً أن الرجل الذي كان يستحق التقدير والإحترام و يستحق أن ترفع له القبعات هو الراحل ملك سلطنة عمان السلطان قابوس ، والذي كان حمامة للسلام و جسراً للتصالح دون أن ينحاز لطرف على حساب الآخر
خارج السور :
ماذا لو عادت القطيعة مرة أخرى بين دول الخليج أو ماذا لو إختلفت السعودية مع الإمارات هذه المرة مثلاً..!! إلى أي جانب ستبيعون مواقفكم ..؟.
صحيفة اللنتباهة