هل الأخبار أن كتلة التجمع المدني انسحبت من مشاورات الحكومة الجديدة، السبب أن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير رفض ترشيح (مدني عباس مدني) لوزارة مجلس الوزراء. المجلس يرى أن الترشيح يجب أن يكون لنفس الوزارة التي كان يشغلها مدني ( الصناعة والتجارة) وليس وزارة مختلفة.
على الرغم من إجازة المجلس المركزي لقِوى الحُرية والتغيير قائمة المرشحين للحكومة الجديدة إلا أنها لم تر النور بعد؛ وسط مماحكات وخلافات عديدة أبطات بتشكيل الحكومة الجديدة.
لا أدري من أي طينة خلق السياسيون لكني ( قاطع الشك) من أن الأحزاب التي ركبت ظهر الثورة بليل لاصلة لها بهموم التغيير النبيلة، ولا الأهداف التي خرج من أجلها الناس، هذا الأمر يعزز قناعتي بأن ثورة الشعب السوداني سرقت بليل؛ بواسطة مجموعة لاصلة لها بهموم الشعب السوداني الذي يعاني الأمرين الآن؛ بينما أحزاب قوى الحرية والتغيير تتعارك في الكراسي.
يعاني المواطن السوداني المغلوب على أمره يومياً من وطأة الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار وانهيار الخدمات واستمرار الأزمات، بينما لا يزال ساستنا متشاكسين على كراسي السلطة.
يصل الدولار حاجز ال340جنيهاً بينما الأحزاب مشغولة بالكراسي، ينعدم الخبز ويباع بالكيلو ومشاورات الحرية والتغيير تراوح مكانها، ينعدم الغاز ويعز على المواطن الحصول على أنبوبة واحدة و(الجماعة) يتشاكسون في معركة ذات الكراسي، يتجاوز جالون البنزين 600 جنيه وتتآكل أطراف السودان بنيران القبلية وحرائق المواكب الرافضة للجوع والغلاء، وساستنا لا يعنيهم الأمر، لا يحركون ساكناً ولايستعجلون تكوين الحكومة التي تضع حداً للتدهور المريع في الخدمات والمعيشة والأمن.
مخجل جداً أن يتأخر تشكيل الحكومة وأن تتواصل معارك القوى السياسية وخلافاتها حول الكراسي؛ في وقت بلغت فيه روح المواطن الحلقوم ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، في ظل واقع يزداد تعقيداً في كل يوم.
لا أعتقد أن الثورة جاءت من أجل الكراسي وتقاسم الغنائم، اختشوا أيها السادة فالأوضاع تنذر بكوارث محققة وانتم غارقون في المعارك الصغيرة، ترى هل يمثل هؤلاء ثورة التغيير…؟
محمد عبد القادر صحيفة اليوم التالي