من غير المقبول أن يتم الاعتداء على مقار لجنة إزالة التمكين رغم الوجود الأمني ساعة الهجوم.. فما هو عمل الأمن أكثر من حماية المواطنين ومؤسسات الدولة من التعدي.. دعك من دورها في حماية الثورة وهيئاتها الدستورية..؟! هذا سؤال كبير يجب أن تجيب عليه قوات الأمن.. والغريب أن المهاجمين ينادون بعودة نظام الإنقاذ الفاسد وعودة حاكم الولاية الإنقاذي الذي يواجه اتهامات فساد (بالجملة).. وقد كان المسؤول الأول عن فساد الإنقاذ الإقليمي في بورتسودان..!
كما أن هذا الهجوم على اللجنة تم أيضا في سنار..وكل هذا يعود للتهاون تجاه الفلول وتراخي الأجهزة الأمنية والقوات النظامية بل معها أيضاً بعض أطراف في الحكومة ومجلس السيادة وعلى رأسها الأجهزة العدلية والقضائية..! وقد ظللنا مع قطاعات واسعة من الشعب ننادي بضرورة الحزم القانوني في مواجهة تخريب فلول الإنقاذ الذين يستثمرون الآن في هذا التراخي بعد أن لاذوا بالجحور في أيام الثورة الأولى إلى أن تبينوا الوهن في ملاحقة ومحاكمة رموزهم على الجرائم السافرة..وهي جرائم موثقة بتوقيع الإنقاذيين على أجساد الشهداء؛ والثروات المنهوبة التي تطل بأعناقها..
وحتى رئيسهم المخلوع اعترف جهراً بأنهم قتلوا عشرة آلاف بدون جريرة ونائبه قال إن الإنقاذ دفنت 28 ضابطاً في لحظة.. وجرائم الإنقاذ مبسوطة في كل منعطفات أرض الوطن ولا تحتاج إلى (فتّاشة)..ولا داعي أن نعددها كلما استحثثنا ديوان النائب العام وجهاز القضاء على القيام بواجبهم..وما أكثر شواهد التلكؤ التي جعلت عديداً من مجرمي الإنقاذ يهربون خارج البلاد ومنهم من أرجعه الثوار من المطار ثم استطاع الخروج إلى دولة خليجية يتبجّح الآن بالتجوّل متلصصاً في معارض الكتاب ثم يعود إلى مقر شركته وسكنه الذي اشتراه بملايين الدولارات وكان قبل الإنقاذ فقيراً مقدود القميص.. كل تاريخه الذي جعله من قادة المؤتمر الوطني أنه صفع أستاذه في الجامعة.. ومعه الهارب الآخر الذي بلغ به استثمار التراخي أن يقول إنهم لو أرادوا استعادة حكم الإنقاذ لما تكلف الأمر منهم ساعات..! طبعاً هو كاذب ومتخرَّص ولو كان يملك شجاعة المواجهة لما هرب إلى تركيا.. ولكنها البذاءة الناشئة عن (شم الهواء) بعد أن تركوه يغادر البلاد وهو على رأس المسؤولين عن جرائم الدم والفساد وقد جاءت ترقيته الأضحوكة لوزارة الخارجية عبر (بلائه) في قتل شباب السودان عبر محرقة الدفاع الشعبي..!
وإذا كان هذا التراخي هو عنوان المرحلة الأولى من الفترة الانتقالية الأقرب إلى زخم الثورة وفورة الشارع وشرعية الثورة فكيف يكون الحال الآن ونحن نشهد مرحلة التكالب على المناصب في مسلسل تشكيل الوزارة الجديدة.. ولا يدور التشاور من أجل إتقان وتربيط و(تزبيط) برنامج الحكومة ولكن يجري التناكُف حول (تسكين الأشخاص في الوزارات) وتلبية مطالب الحركات التي لا تنتهي..! وكل هذا يعود إلى التنافر غير الموضوعي بين مكونات الحرية والتغيير وانسحابات الأحزاب والكيانات التي لم نفهم معناها..وبدلاً من أن تتقوى قوى الحرية والتغيير وتتمدد يوماً بعد يوم إذا بها تتصدّع في مشهد لا يصب إلا في مصلحة الفلول والقوى المعادية للثورة.. ولا مصلحة للفلول غير تخريب الوطن.. وهذا ما لن تسمح به قوى الشباب وفرسان وفارسات المقاومة.. ونحن نشير إلى هذه السوالب فقط من باب التذكير.. ولكن الفلول ومن يقف وراءهم (مهما كان أغطية رءوسهم أو ألوان عباءاتهم) إذا ظنوا أنهم يستطيعون قهر الثورة وإعادة الإنقاذ فإنهم يحلمون بإزاحة الجبال بأعواد الكبريت.. (ويا ضارباً صخرةً بالعصا / ضربت العصا أم ضربت الحجر)..؟!!
صحيفة السوداني