اتعجب كثيراً من الرئيسين، رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك ورئيس المجلس السيادى الانتقالى الفريق اول عبد الفتاح البرهان، فالرجلان ، يمارسان بروداً غير طبيعى ازاء الاوضاع الماثلة والثورات الشبابية والوقفات الاحتجاجية وتذبذب الاوضاع الاقتصادية وارتفاع السلع وانفلات الاسواق والانفلات الامنى باقاليم السودان المختلفة، وقتلى وجرحى وتناحر واقتتال وفتن وصراعات واعمال شغب والرئيسان لا يحركان ساكناً، ويتمتعان ببرود غريب ولا شيء يعنيهما، فهما ينظران لما يدور باقاليم السودان بعين اللامبالاة.
ما هكذا تدار الدولة يا هؤلاء، فهذه الارض لنا ان لم تكن لكم وحدكم، وان كنتم راضين عما يدور من قتل وفتن واختلال لموازين الحق والعدالة وانهيار اقتصادى، فنحن غير راضين عما يحدث، وان كنتم على شفا حفرة من الموت فنحن والاجيال القادمة مازال الطريق امامنا طويلاً وشائكاً، وانتما الاثنان سجلتما تاريخكما بحروف قاتمة ، فما حدث فى عهدكما امر مؤسف، ولم يفتح الله على احدكما حتى الآن بخطاب جماهيري يطرح فيه ما يحدث من رؤى مستقبلية ان كانت لديكم رؤى من الاساس، ولا اعتقد ان لديكم رؤى للساعات القادمة دعكم من المستقبل، وكنا نعتقد ان احدكما سيشد ظهره امام الكاميرات، ويخرج علينا بتصريح على الاقل يواسى فيه الشعب، ويقدم اعتذاراً لطيفاً ويحكي بشفافية عن اسباب تعثر التقدم فى العمل، ويستشعر الشعب بالمسؤولية.. لا ان تديرا ظهريكما لمن أتى بكما واتاح لكما فرصة الجلوس على تلك العروش .
كنا نعتقد ان احدكما سيكون حصيفاً، ولكن ثبت لي انكما الاثنان ينحصر اهتمامكما في غير مصالح الشعب ، ولا تكترثا لامر المواطن، وليس لديكما ادنى شعور بالمسؤولية ازاء ما يحدث، ومن باب الاحترام كان عليكما ان تتقدما باستقالتيكما احتراماً للشعب وتأكيداً على فشلكما، لا ان تختبئا خلف مقعديكما وتستخدما الساتر للحيلولة بينكما وبين شعبكما الذي يعانى الامرين، وخرج فى ثورات بعد ان طفح به الكيل وساءت اوضاعه وبات غير قادر على تحمل الجوع والفقر والمرض وانعدام السلع الضرورية وارتفاع اسعارها والمضاربة بها فى السوق السوداء والدولار تجاوز (٣٢٦) جنيهاً، وانتما تنظران وكأنكما تديران لعبة شطرنج وليس دولة كاملة بشعبها.
ما يحدث الآن ثورة جياع كاملة الدسم، فاحذروا الجياع فهم ان خرجوا لن يعودوا حتى يفتكوا باسواقكم ومؤسساتكم، ولن تستطيعوا منعهم وقتها، وان حاولتم وقتها قتلهم فابشركم بثورة عالمية ضدكم، ووقتها ستشهد دماء الجوعى ضدكم ، فكونوا حذرين، ويجب عليكما أن تكونا أكثر لباقةً ومرونةً فى التعامل مع شعب السودان .
كسرة:
نباح الكلاب لا يعنينا، ولا نريد طحناً دون طحين.. ويا والي الخرطوم الاولى لك ان تمضي في طريقك لنيل رضاء المواطن، وأن تقوم بعملك على اتم وجه، لا أن تصيح وعاصمتك وسخانة.
صحيفة الانتباهة