(1 )
حكى احد المدرسين عن ناظر مدرسة منذ عهد المدارس الصغرى ليس له معرفة تذكر باللغة الانجليزية ولكنه معجب جدا بالذين يستخدمون مفردات انجليزية في كلامهم ويسمي ذلك النوع بالكلام المطرز فكلما ذكر احدهم مفردة انجليزية كان يتكئ رأسه وينظر من فوق نظارته ويغمز الي الذي بجانبه ويقول (ورقة) وفي مرة اعطى التلاميذ اجازة يوم خميس وقع بين عطلة وطنية في يوم الاربعاء والجمعة وجاء مفتش التعليم اخذ يستجوبه امام المدرسين وفي اثناء كلامه قال نحن عملنا استرس (stress) على يوم الخميس دا بالذات فما انطقها الا والتفت صاحبنا الي زملائه غامزا و قائلا (ورقة) فانفجر الجميع ضاحكا فارتبك المفتش واخذ يسأل ياجماعة الحاصل شنو انا مالي قلت شنو ؟ فشرحوا له الامر فانفجر ضاحكا وانتهت القصة
(2 )
تذكرت هذه الطرفة وانا استمع للسيدة الوزيرة هبة محمد علي من التلفزيون والتي كانت (تطرز) كلامها بمفردات انجليزية مثل البرايزس اوفر شووت اي انفجار الاسعار فتمنيت لو كان كل من شاهدها قد بقصة ذلك المعلم وقال ورقة وسامح السيدة هبة . لااظن ان سيادتها كانت تتكلف هذة المفردات فمجال عملها السابق كله باللغة الانجليزية وربما من تستشيرهم الآن خواجات ولكن الذي حيرني أن السيدة هبة كانت تتكلم بوجه خال من اي تعبير فمن لايعرفها ويشاهدها في ذلك اليوم سيقول انها محللة اقتصادية ليس لها اي صلة بالميزانية موضوع النقاش . سنكون غير منصفين اذا قلنا ان تلك الميزانية الكارثية من بنات افكار السيدة هبة فهي حى الله لاتعدو الا ان تكون عبد المأمور وربما تكون مقتنعة بسياسة التحرير ورفع الدعم و(جر الشعب على الحديدة) ولكن الذي كان ينبغي ان تعلمه اثر تلك السياسة الآني على المواطن وتتذكر قول المتنبئ (فليسعد النطق إن لم يسعد الحال ) وهنا نذكر ان السيد وزير التربية والتعليم البروف محمد الامين التوم قد سالت دموعه عندما اعلن التأجيل الثاني لامتحان الشهادة الثانوية بسبب الكورونا
(3 )
من مواصفات الوزراء قيد الاختيار الآن الكفاءة والخبرة والوطنية والثورية والذي منه ولكن ليس من بينها الاحساس بطعم السياسات التي يتخذونها كان ذلك سلبا ام ايجابا بعبارة اخرى يشعر المواطن بأن الوزير قريب منه يحس بحسسه وانه جزء منه وهذا لن يتأتى الا أن يكون الوزير من الذين عاشوا في هذه البلاد اطول فترة من عمرهم (في داعي نقول من الطبقات الشعبية ولا البلد كلها طبقة شعبية ؟) إن هذا لا يعني التساهل في اداء الواجب او عدم الصرامة او عدم تطبيق القانون او ما يدعو للتسيب فكل هذا يمكن ان يحدث لا بل يجب أن يحدث من الوزير ومن اي مسؤل لكن مع الكلمة الطيبة فكما يقولون الكلمة الطيبة بخور الباطن . مجرد سؤال وقد يكون غير بريء للجهات التي تتسابق الآن لتمسية الوزراء الموالين لها وفرضهم على الشعب هل وضعتم في اعتباركم مدى قدرة هؤلاء المرشحين للاستوزار في التعامل مع المواطن ومقدار حساسيتهم تجاه المواطن وانهم سيكونون منضبطين في ألسنتهم ام كل من رشحتموهم في اخلاق الشريف الرضي وخلاص ؟
صحيفة السوداني