صبري محمد علي العيكورة يكتب: حكومة زي (كُوم العدار)

تابعت مقطع (فيديو) قصير متداول بالوسائط يقول المتحدث أنهم من داخل مكاتب (القحاته) بلجنة إزالة التمكين ببورتسودان و يقول أن فرسان (البجا) قد دخلوها ولم يجدوا فيها أحداً مُضيفاً أنهم (اى اللجنة) قد هربوا الى الخرطوم و ردد هتفات ضد (قحت) ومجّد السيد محمد طاهر إيلا آخر رئيس وزراء الانقاذ الذى ينحدر من قبيلة (البجا) بشرق السودان . أيضأ فيديو آخر ليس ببعيد عن مقطع (بورتسودان) يُظهر تدافع أهل البطانة أمام مقر ذات اللجنة بالقضارف ويقال أن رئيس لجنة ازالة التمكين هناك السيد وجدي خليفة (وليست وجدي صالح) وهو أحد كوادر الحزب الشيوعي قد عجز عن مقابلة الجموع المتدافعة على خلفية أراضٍ رعوية حولها لزراعية ويقال أن الرجل قد هرب (بالشباك) دون أن يقابل المواطنين الغاضبين .
حقيقة أغلقت (الموبايل) وأخذت نفساً عميقاً وتساءلتُ فى قلق الى أين يسير الوطن؟ فى ظل تسارع مثل هذه الاحداث التى أقل ما توصف بأنها خارجة عن سلطة الدولة طالما أن الكل يقلع (بالضراع) وأظن حتى ما تبقى من أمل فى تشكيل الحكومة الجديدة وهدوء الاحوال ستأكله الايام والدقائق القادمة فاحداث الشارع تسير أسرع من وتيرة (تحانيس) تشكيل الحكومة وهذا ما يجعل القادم مجهول العواقب فقد يصحو الناس على وضع لم يكن فى الحسبان لا سمح الله فلماذا لا يتحلي السيد حمدوك ولو لمرة واحدة بالشجاعة و الوطنية ويُعلن أنه فشل فى إدارة جمهورية إسمها السودان .
حقيقة الوضع يزداد سوءاً وقتامه ولا أحد (فاهم حاجة) التطبيع مع العدو يسير على قدم وساق والحكومة تنكر ، الجنينة تنزق وحمدوك يناقش ملف العلاقات الصومالية الاثيوبية ، الجيش على حدودنا الشرقية يسترد أرض عزيزة لحضن الوطن وحمدوك يدعو للتفاوض ! ويسافر مستشفياً بدولة الامارات والبرهان شامخاً يحدث الجيش والوطن عن الكرامة وعزة النفس والفداء من داخل (راكوبة) على الحدود الشرقية ، نزفت كسلا و بورتسودان وكاد أن أن يضيع الشرق والحكومة تكتفى بلجنة بت البوشي وفيصل محمد صالح ! يا أخي أي برود هذا الذي يتمتع به رئيس وزرائنا ! نهر النيل والطريق القومي بورتسودان عطبرة يحتقن فى صراع الجعليين مع (الوليه) والحكومة لا يعنيها ، الشوارع والمتاريس والاطارات المحروقة وإنعدام الخبز والمحروقات وكل هذا لا يعنيها (يا سلام على برودكم ياخي) . حاولت أحصى إنجازاً واحداً علّه يشفع لهذه الحكومة وبدأت أعقف أصابع يدي الاثنتين فى بلاهة فلم أجد رجعتُ بالذاكرة للوراء فلربما نسيت شيئاً فلم أجد سوي شكراً حمدوك والقومة للسودان وجنيه حمدوك أدبيات الحزب الشيوعي فى بواكير (الحمدكه) ثم سنعبر وسنصمد وسننتصر صدئت منذ قرابه العامين و غيرها الكثير من الشعارات التى ليس لها جمع لغوي سوي (دفيس الحكومة السالم) الكورونا وثلاثية أكرم و عبقرية (بت البوشي) فى تحقيق التباعد الاجتماعي (كل زول يكلم عشرة والعشرة كل واحد منهم يكلم عشرة) عبقرية مراسيل (السماية) لتحقيق التباعد الاجتماعي . وزير النفط السابق صاحب المقولة الخالدة (حالنا مسجم ومرمد) ، محاولة إغتيال حمدوك وفد ال (إف بي آي) أين توقفت القصة ؟ و ثلاثة أسابيع الوزير (الجهبز) مدني عباس لتلاشي صفوف الخبز ! ومفرح ونصر الدين و(المريسة) والقراي و وزير التربية و(عيييك) القائمة تطول
هذا غير عراك المؤسسات والمصالح الحكومية التى لا تصل للاعلام و(الميديا) .حقيقة وضعت يدي على جبهتي أتحسس حرارتها سنتين ونحن فى هذا الحال ؟ وهذه الدائرة المغلقة ؟ والناس صابره على حكومة استنفذت كل أوراقها وكذبها ومراوغتها وتضليلها فهل بعد هذا شيئُ يُنتظر ؟ (برأيي) لم يتبقى سوي الرحيل الكامل لهذه الحكومة لا يستثني حتى حراس الابواب وعمال المكاتب ولا أظن الموضوع (فارق معاهم) فأغلب أسرهم تعيش بالخارج أتي أربابها (مامورية) يسترزقون الله و بالدولار فى هذا الشعب (المغفل) ثم يعودوا بعد إنتهاء المهمة و(الظاهر كده) أن المهمة قد تعثرت والحمد لله فلا البيع إكتمل ولا البعثة الاممية (لو جاءت) ستجد الطريق مفروشاً بالورود ولا مُخطط التقسيم يمضي بالسرعة التى جاءوا بها ولا إستفزاز الشارع وإشعال التناحر القبلي قد أثمر شيئاً و (أفتكر) قريباً سيتوقف عنهم الدولار الاخضر وسيعودوا من حيث أتوا . وما كان لهذه المُخططات ان تتكسر لولا وعى الشعب السوداني العزيز النفس كريم الخصال ولو لا هذه (الميديا) اليقظة من الاقلام الشريفة و(اللايفات) الوطنية التى فضحت مُخططتهم خطوة بخطوة حتى (آمنوا) بأن السودان ليس اليمن ولا ليبيا و لا سوريا وأن أبسط بائع ليمون يمكنه أن يحلل الوضع السياسي بحنكة ودرايه وأن هذا الشعب فطن زكي و لمّاح وأنهم اقتنعوا مرغمين أن شعباً به أكثر من ثمانية ملايين من حملة الدكتوراة والدراسات العليا لن يكن سهل القياد ولا يمكن (إستكياشه) ولو أتيته بكنوز الارض إغراءاً فلله درك يا وطن فما أنبل إنسانك .
قبل ما أنسي :ـــ
جدنا المرحوم عبد الله ود الطيب كان رجلاً شاعراً وخطيباً مُفوهاً من رجال القرية ذات مره طلب منه أحدهم أن يمتدحه بابياتٍ من الشعر ويبدو أن جدنا لم يجد فى الرجل ما يستوجب المدح فهجاهُ قائلاً : ــــ
كتبتَ فيك أشعار
يا كوم العدار اللّا قعر لا ثمار
يا عُود الطرور الخوزق النجّار
لا بتنفع سقف لا بتولّع نار
أهااا يا جماعة هسه جدنا ده كان حضر ناس حمدوك ديل كان قال فيهم شنو؟ .

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version