(1)
من السهل جداً ان تجلس خلف مكتبك البارد المكيف المنعش اللطيف والذي تفوح منه الروائح العطرية، ثم تدعو الآخرين الى تحمل المزيد من المعاناة وضنك العيش.
(2)
ومن السهل بمكان أن تدعو الآخرين أن يؤثروا على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة وان يضعوا على بطونهم الضامرة حجر وحجرين..كما كان يفعل رسولهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بينما انت وحاشيتك لا توجد طريقة لربط(ميني) حجر على كروشكم المترهلة والمكتنزة بالشحوم، وتطلبون من شعوبكم مثلما طلب رئيس عروبي وناصري و اشتراكي راحل، طلب من شعب دولته (اذا كنتم بتاكلوا ثلاث وجبات، اكلوا وجبتين واذا كنتم بتاكلوا وجبتين اكلوا وجبة، واذا كنتم بتشربوا أربعة أو خمسة كباية شاي، اشربوا كباية في اليوم عشان بلادكم تنهض وتتقدم.) بينما كان هو وحاشيته ياكلون المشوي والمحمر والمجمر الذي تأتي به الطائرة الرئاسية من بلاد طيرها عجم، وكانوا يقومون بالقاء بقايا الموائد العامرة في مكب النفايات، التي صارت للبعض من الشعب، مطعم خمسة نجوم!!
(3)
ومن السهل من الزمان أن تدعو إلى الحرية والديمقراطية، وتداولها بين الناس بينما هي محرمة على أعضاء حزبك الذين يجب أن لا يروا الا ماترى ولا يتبعون إلا ظلك!!ومحرم عليهم أن يقولوا لك لا !!
(4)
ومن السهل البسيط أن تمتطي سيارة الشعب الفارهة، والمظللة، وترى الشعب واقفين عند مواقف المواصلات أو عند صفوف الوقود أو في صفوف الغاز أو في صفوف الدواء أو صفوف الرغيف.( الذي رأينا امرأة من دولة اجنبية، ابت نفسها الكريمة الا مشاركتهم في الصف! )وتعتقد أنهم ما وقفوا في هذه المواقف المشهودة (التي لا كبير ولا صغير ولا ذكر ولا انثى إلا ووقف عندها ساعة او ساعات يشكي مر المعاناة) إلا لتحية جنابك العالي وسموك الأنيق وموكبك الكريم.
(5)
ومن الصعب جداً ان تترجل من سيارة الشعب وترفع يديك لتحيتهم او تفتح فمك وتشكرهم على وقفتهم وترحيبهم بك او تسألهم (ليه واقفين كدا؟) فإنك سترى ما لا يسر ناظريك، وستسمع ما لا يعجب اذنيك، وربما حدث لك ولموكبك الأنيق ما لا تحمد عقباه.
(6)
فقد مضى عهد كانت الزعامة والرئاسة كلاماً وسلوكاً وتحولت اليوم إلى ( كلام ساكت)!!فقد خرج سلوك الزعامة والرئاسة ومضى زمن الزعيم أو القائد الذي كان يتقدم الصفوف ويكون أول المتقدمين لخوض معارك الحياة ويكون قدوة ونبراسا للآخرين، وجاء زمان رأينا الزعماء، ينظرون بغير رأي، ويحكمون بغير هدى أو دستور منير، ويتواجدون بلا جدوى، بل وعدمهم أفضل من وجودهم.. ورفعت الاقلام والكلمات، ومازال الشعب يردد عاش الزعيم.. يحيا الزعيم!!
***********
صحيفة الجريدة