كما أرشميدس..
ولا يسخرن أحدٌ من اكتشافي هذا.. فنيوتن اكتشف الجاذبية من سقوط تفاحة على رأسه..
ويكمن اكتشافي في عبارة (يراوح مكانه)..
وذلك بعد اكتشافي سوء فهم الكثيرين لمعناها الحقيقي؛ من مثقفين.. وسياسيين.. وإعلاميين..
فهي تعني عندهم شيئاً لو سمعه سيبويه لمات ضحكاً.. فوق موته..
تعني عكس المراد منها؛ فيقولون (لم يراوح مكانه)… بدلاً من (ما زال يراوح مكانه)..
فتجئ كلمة يراوح عندهم – هنا – بمعنى يبارح..
والمضحك أكثر تجد الواحد منهم عقب نطقه هذه العبارة (يريح) ظهره.. متلذذاً بما قال..
سواء كان في جلسة.. أو ندوة.. أو لقاء تلفزيوني..
والبارحة ذكرتها زميلةٌ لنا مرّتين – بزاويتها الصحفية – من شدة إعجابها بوقعها اللفظي..
والفشل يُولد الفشل… كما قال القابع في (كوبر) الآن..
فالفهم الخاطئ يُولد الفهم الخاطئ…. فيُولد الموقف الخاطئ…. فيُولد القرار الخاطئ..
وربما كان فشل فترتنا (الانتقامية) هذه كله جراء فشلٍ مُشابهٍ..
وبالمناسبة؛ قد اضطر إلى تسجيل براءة اختراعي لمفردة (الانتقامية) هذه بعد كثرة ترديدها..
ثم اضطر – من بعد ذلك – إلى مقاضاة من لم يحفظ لي حقي الأدبي..
بمن فيهم وزيرة المالية – هبة – إذ سرقت مني مصطلح (الانتقامية) توصيفاً للفترة الانتقالية..
المهم؛ فشلٌ في فهم المعاني… يتولّد منه فشلٌ في بناء المباني..
المباني بضروبها الحياتية كافة؛ سياسية كانت… أم اقتصادية… أم ثقافية… أم رياضية..
نعم حتى الرياضة قد ينسحب عليها هذا الأمر..
ولاعبٌ سابق بنادي الهلال كان قد تولى مهمة تدريب فريقنا – بحلفا – لخوض الدوري..
وكان معنا مهاجم (أدروبي) حريف… يلعب بجواري..
فمن بين ما نصحنا به هذا المدرب – من توجيهات فنية – نقل الكرة من اليمين للشمال..
نقلها – سريعاً – يمنة ويسرى لإرباك الدفاع..
وفي أول مباراة – قادمة – طفق زميلي هذا ينقل الكرة من قدمه اليمين إلى الشمال… وبالعكس..
ثم يظل هكذا… (يراوح مكانه)… وأنا انتظر تمريرته..
فلما عنفه المدرب – عقب اللقاء – صاح فيه (ما إنت تقول يمين نودي شمال نودي)..
والآن نأتي إلى نموذج سياسي (طازج)..
فالست هبة – عبر الشاشة أمس – رددت كثيراً عبارة (نفعل كذا… وكذا… لكي يرتاح المواطن)..
ومن قبل سمعتها منها أكثر من مرة..
فشككت – عند هذا الحد – في صحيح فهمها لمفردة (يرتاح)… فربما تعني لديها شيئاً آخر..
تماماً كفهم الكثيرين منا لعبارة (يراوح مكانه)..
وأنيس منصور راعه – ذات مرة – سوء فهم غريب لبعض المعاني من قِبل أحد الوزراء..
فكتب يقول: الآن فهمت لِمَ فشلت هذه الوزارة..
وأنا – الآن – فهمت لِمَ فشلت هبة… ومدني… وولاء… وخيري؛ وبقية العقد العجيب..
فلنبحث عن أسباب (مراوحتهم مكانهم) في مفردة (مرتاح)..
فربما أضيف إلى حقوق ملكيتي الفكرية حقاً ثانياً من بعد مفردة (الانتقامية)..
وتحت هذا العنوان تحديداً :
وجــــدتها !!.
صحيفة الصيحة