هذا الإصرار (المريب)
وزيرة المالية المكلفة لا تريد تغيير العملة الحالية لأن طباعة عملة جديدة يكلف 600 مليون دولار حسب ما ذكرت ..
من المؤسف ان ينظر البعض للاقتصاد بهذا المفهوم دون حساب الخسائر التي تلحق بالاقتصاد من جراء كتلة نقدية 90% منها خارج النظام المصرفي (كما يقال)،رغم أن حجمها غير معروف،والتزوير داخلها غير معروف،ومعظم نشاطها في تجارة السوق السوداء ..
والرقم أعلاه خرافي وغير حقيقي وغير قابل للتصديق،لكنه يقال في سياق تضليل الجماهير ..والكيزان (الكاذبين) قالوا قبل الثورة أن تغيير العملة يكلفهم 156 مليون دولار.
ولم تقل لنا الوزيرة – حتى ولو صح الرقم المزيف- كيف استطاعت خزينة الدولة أن تدفع ملايين الدولارات للأمريكان،وكيف تعجز عن طباعة العملة او الكتاب المدرسي ؟
ولم تفسر لنا لماذا لا تستطيع مطبعة العملة السودانية أن تطبع جنيهنا ( الكحيان)،وهي التي أنشئت لهذا الغرض ..ولما كان الشئ بالشئ يذكر فإلي أي جهة تتبع هذه المطبعة ؟
إن قيمة الجنيه السوداني آلت للصفر ..لأن هنالك إصرار (مريب) على عدم تغيير العملة ..
ولمن لا يعرفون فإن استبدال العملة،يعني دخول الكتلة النقدية للجهاز المصرفي لانه يتم عبر البنوك ،وعبر الاستبدال تنكشف الأوراق المزورة ..وبالتالي تحاصر الأنشطة المشبوهة ..
وتغيير العملة يضبط حجم الكتلة النقدية،ويمكن تقدير حجم نمو الكتلة النقدية بصورة اقتصادية،وبما يوازي معدل النمو المتوقع ..وبالتالي تخلق الامكانيات لتعزيز قيمة الجنيه السوداني ..
ومن يعارض استبدال العملة،يريد للاقتصاد أن يلحق ( امات طه)..
ومسؤولين من الخير ..أين أراضي هندوية ونافع !! بيعوها وغيروا العملة ..أو شيلوها من طرف خزنة أبوكم صندوق النقد الدولي على سبيل (الشحدة) ..
عندما تسلم الدولة ( أي دولة) اقتصادها للمافيا …يكون المشهد كما نراه الآن ..
التجارة الخارجية خارج السيطرة،الذهب خارج السيطرة،الدولار خارج السيطرة،الأسعار خارج السيطرة ..وبالتالي فإن الشعب لا يرى هذه الدولة بالعين المجردة ..
من يسيطر على الاقتصاد يستولي على القرار السياسي ..
وبالعودة لاستبدال العملة،وال600 مليون دولار ..فأين ال 2 مليار دولار (بتاعة) المنظومة العسكرية..فإن كان السؤال صعباً فكم يساوي طن الذهب المحمول جواً إلي دبي دون أن يمر بالبنك المركزي ؟! ..
وإلى أن يقال أي تبرير آخر بشأن عدم تغيير العملة،فإن وزارة المالية في قبضة المافيا التي ذكرناها سابقاً ..
الشعب وحده هو الذي سيقرر مصير اقتصاده قريباً .وأي كوز مالو ؟
أ. كمال كرار
٢٣ يناير ٢٠٢١م