قبل أن تغيب شمس اليوم الأول لتوليه إدارة بلاده، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن جملة من الأوامر التنفيذية ألغى بها عدة قرارات هامة لسلفه دونالد ترامب.
وقال بايدن بهذا الصدد في تغريدة على حسابه الرسمي: “ليس هناك وقت لنضيعه عندما يتعلق الأمر بمعالجة الأزمات التي نواجهها”.
إلغاء القرارات شمل قضايا مثل اتفاقية باريس للمناخ، والجدار العازل مع المكسيك، وحظر دخول مواطني عدة دول، أغلبها مسلمة، إلى الأراضي الأمريكية، وغيرها.
اللافت أن بايدن قام بإلغاء هذه القرارات التي تحمل بصمة ترامب وأعاد الأمور إلى ما كانت عليه، بواسطة أوامر تنفيذية، وذلك لتفادي أي معارضة من قبل الجمهوريين في حال توجيهها من خلال الكونغرس.
نتساءل في هذه الحلقة من برنامج “بوضوح”: إلى أي مدى سيستمر نهج الإلغاء الذي بدأه بايدن مع قرارات سلفه ترامب؟ وهل سينسحب على قضايا خارجية تتعلق بإيران والقضية الفلسطينية وأوربا والصين؟ أم أن الأمر يتعلق فغقط بقضايا داخلية؟ وهل هناك مشتركات يتفق فيها الرئيسان القديم والجديد لن تطالها حركة شطب توقيعات ترامب تلك؟
من جانبه قال ماك شرقاوي الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي:
إنه “لابد أن يكون هناك معيار نعرف من خلاله ما الذي سيلغيه بايدن من قرارات ترامب وما الذي سيدعه، لأن ليس كل ما اتخذه ترامب من قرارات كان خاطئا وهناك قرارات كانت في صالح أمريكا والأمريكيين”، لافتا إلى أن”هناك قرارات على الصعيد الداخلي ترتبت عليها فرص عمل ووظائف لن يستطيع بايدن أن يلغيها، كذلك هناك اتفاقيات للتطبيع خارجيا مع إسرائيل أستبعد أن يلغيها بايدن أيضا”.
وأضاف شرقاوي أن “هناك مساحة اتفاق كبيرة بين بايدن وترامب خاصة فيما يتعلق بالقضايا الخارجية مثل الموقف من الصين وروسيا، وكذلك الموقف مع إسرائيل، مشيرا إلى أن صفقة القرن ماتت قبل أن يترك ترامب السلطة، وهناك ترتيبات لإطار جديد للسلام”.
ومن جانبه قال رمضان أبو جزر مدير مركز بروكسل للأبحاث:
إن “هناك ارتياحًا كبيرًا لدى الأوربيين بمجئ بايدن، وأن هناك صفحة جديدة تفتح الآن في العلاقات بين الحلفاء القدامي على ضفتي الأطلنطي، لافتا إلى أن رجوع بايدن إلى اتفاقية باريس للمناخ كان مؤشرا سريعا وملحوظا على تلك الصفحة الجديدة التي تدشن الآن”.
وأشار أبو جزر إلى أنه “فيما يتعلق بإيران فإن الموقف الأوروبي الذي كان يبدو متعاطفا مع إيران خلال حقبة ترامب لا يمثل حقيقة الموقف الأوروبي، فقد كان ذلك نكاية في دونالد ترامب وخروجه من الاتفاق النووي بما يمثله من إجماع أوروبي، مضيفًا أنه يتوقع تنسيقًا أمريكيا أوروبيا جديدا تجاه إيران في المرحلة المقبلة”.
وحول العلاقات الأمريكية مع إيران قال محمد محسن أبو النور رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية:
إن”العلاقات الإيرنية الأمريكية لن تشهد جديدا في عهد بايدن كما يتوقع الكثيرون، لافتا إلى مؤشرات تؤيد ذلك منها بدء الحديث من الجانب الأمريكي عن البرنامج الصاروخي الإيراني من خلال وسطاء، وقد رد الجانب الإيراني من خلال المرشد الأعلى الذي حول ملف التفاوض من الفريق الدبلوماسي إلى الفريق الأمني مما يمهد لمزيد من التصعيد في المرحلة المقبلة”.
وأضاف أبو النور أن “الشركاء الأوروبيين سيكون لهم موقف داعم للعودة للاتفاق النووي لكن بشروط جديدة وتوافقات جديدة.”
من جانبه قال مائير كوهين الدبلوماسي الإسرائيلي السابق إن: “الإسرائيليون لا يتخوفون على الإطلاق من حقبة بايدن فولاؤه معروف للإسرائيليين أكثر من الصهاينة أنفسهم –على حد قوله – مضيفا أنه على جانب المفاوضات لن يحدث جديد أكثر من إصلاح العلاقة مع الفلسطينيين وإعادة المساعدات التي قطعها ترامب”.
العربية نت