لم يحضر أحد
كانت دعوة تجمع المهنيين للتصعيد الثوري والخروج إلي الشارع إبتداءا من يومي الأربعاء والخميس الماضيين وذلك عقب إنتهاء المهلة التى منحها التجمع للحكومة لتنفيذ مطالبه عقب مقتل الشهيد بهاء الدين من قبل بعض منسوبي قوات الدعم السريع صفعة في وجه التجمع .
الدعوة إلى الحشود أو التصعيد الثوري كما أسموها حيث لم يستجب لها أحد.
لقد خسر التجمع الرهان على الشارع وخسر الشباب والكنداكات بعد أن فهم الجميع اللعبة التي يمارسها التجمع ومن وراءه من خلال التعامل المزدوج مع الكثير من القضايا والأحداث المهمة التي حدثت خارج قلب العاصمة الخرطوم وفي ولايات السودان المختلفة.
لقد خسر التجمع وقحت الكثير من شباب وشابات الهامش ، ليس فقط الهامش البعيد بل وحتى الهامش داخل العاصمة الخرطوم وذلك لانحيازه المفضوح والواضح لقضايا فئات وقوميات واثنيات معينة وتجاهله قضايا الهامش والمهمشين وقد أتضح ذلك جليا منذ سلبية تعامله وتعاطيه مع قضية إتفاقية السلام وشركاء السلام وصناعة بل ورمي بكل ثقله مع من لم يوقعوا على السلام حتى الآن تحريضا وتشجيعا لتطابق الأيديولوجيات كما يبدو. وكذلك عدم تفاعله مع الكثير من القضايا والأحداث المهمة التي حدثت في شرق البلاد وغربها. وسيظهر ذلك التحيز المفضوح بشكل كامل وواضح وعلني في التشكيلة الوزارية القادمة من خلال نوعية التمثيل لكل فئات المجتمع وخاصة الشباب والمرأة صناع الثورة الحقيقيين.
وكما خرج الخوارج يحملون قميص عثمان مطالبين بالقصاص والثأر من قتلة سيدنا عثمان رضي الله عنه وهي دعوة حق أريد بها باطلا كذلك خرج علينا التجمع يحمل دم الشهيد بهاء الدين وهم يقصدون بذلك تفكيك قوات الدعم السريع وإخراجها من الخرطوم.
قوات الدعم السريع وقائدها الذين يكيلون إليهما السباب واللعن جهارا نهارا رغم أنها كانت وقائدها السند الأول للثورة والثوار حتى قبل أن ينحاز إليها الجيش ( البعبع الذي خوف الكيزان ) كما كان يردد الثوار الحقيقيين.
قوات الدعم السريع ألتي وجودها مع القوات المسلحة لقتلت جحافل الكيزان ثلث الشعب السوداني كما افتي كبير علمائهم إلي كبير سلطانهم آنذاك أو كما قالوا !
قوات الدعم السريع ألتي كان لها القدح المعلي في تأمين ولايات دارفور وكسر شوكة المقاومة المسلحة قبل جنوحها للسلام. وكذلك لعبت ومازالت تلعب دورا مهما في درء الفتنة القبلية في شرق البلاد وغربها.
مآخذنا على تصرفات بعض أفراد تلك القوات يجب أن لا يكون حكما قضائيا على كل القوات وقيادتها ويجب أن تكون ساحة القضاء هي الفصل والحكم كما هو الحال في كل القضايا الجنائية بغض النظر عن هوية مرتكبيها ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) إلا أن يكون في الأمر إن !!!
لقد قالها السيد الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس الانتقالي أن دماء السودانيين كلها سواء ، فمن مات في الفشقة كمن مات في حلفا ومن مات في الخرطوم كمن مات في كبكابية أو غيرها من أرض الوطن وليس هناك دم أغلي من دم .
فكفي متاجرة بدماء الشهداء وكونوا على مسافة واحدة من جميع فئات ومكونات المجتمع السوداني وكونوا على قدر المساواة والاهتمام بقضاياه ليحترمكم الجميع وليخرجوا معكم جميعا لتحقيق دولة الحرية والسلام والعدالة.
### خارج الموضوع :.
التحية والتقدير للأستاذ محمد الفكي سليمان عضو المجلس السيادي على حضوره المتميز والقوي وإجاباته المقنعة خلال المؤتمر الصحفي يوم الجمعة. رجل بقامة الوطن والثورة.
الجنة والخلود لشهداء القوات المسلحة
الجنة والخلود لشهداء الثورة والوطن
وعاش السودان أرضا وشعبا 🇸🇩
عثمان إبراهيم آدم
فرانكفورت / ألمانيا