أدعم الموازنة واعتبرها حبوبتك!!

الدراسات النظرية تقول غالبية الشعب السوداني اي65% من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر، والواقع المعيش، يؤكدها ويبصم عليها بالعشرة، ولكن للحكومة ولولاة الأمر، كلام مختلف ورؤية عمياء ووجهة نظر عمشاء، فهم يرون ان المواطن شخص ميسور الحال، (الدليل أنه لم يحتج على أي زيادة في أسعار السلع أو الخدمات، فالطنطنة والنقة بالنسبة للمواطنين اسلوب حياة وليس وسيلة احتجاج )!وعليه دعم كل موازنة معجزة، ويستعطفونه، قائلين(ياخي اعتبر الموازنة المعجزة دي خالتك او عمتك أو حبوبتك، مش مفروض تدعمها بأيي حاجة؟) ونشهد للمواطن، انه من الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة، ولكن الى متى يتحمل المواطن( المتحمل) الحكومة، التي صارت كالوراث، تشارك المواطن في ماله؟
(2)
توجد في حياتنا اسماء من ذهب، قيمة ووزنا، ولكن بشرط، (تجدونه داخل النص)فهناك شاعر نقوله انت أشعر شعراء السودان، مالم تقرض الشعر!!ونقول لذلك الوزير انت افضل وزراء السودان ووزراء بني العباس وبني أمية بشرط أن تبعد عن الوزارة وعن ساس يسوس وعن إدارة شئون البلاد والعباد!!,وهناك المؤدي(الرذيل السمج) ونقول انت افضل مؤدي زمانك، بل انت افضل من إسحاق الموصلي ومن زرياب بشرط أن تبعد عن الغناء، فانت تملك صوتاً جميلاً، يصلح لكل شيء، الا الغناء!! والقائمة تطول ولا تقصر، ولكن من الاخر كده، صدق من قال المال عند بخيله والسيف عند جبانه، بمعنى أن كل شيء بالسودان، موجود في غير مكانه، وربما كان كاتب هذه السطور، أفضل كتاب زمانه، بشرط إذا ترك الحرف والقلم، ولكن في النهاية هي قسمة ونصيب، و(قسمة الزول مااااابتفوتو)!!
،(3)
كثيراً جداً مانسمع عن إنقطاع المياه، ليس عن الأماكن التي تبعد عن النيل قليلاً (الذي قال فيه المغني عطشان والنيل حنبك) ولكن تبعد، عن بلاد مامعروفة وين بالنسبة للحكومة!!وقد يكون الانقطاع لأسباب غير مبررة مثل غالبية الأسباب التي يتشدق بها غالبية المسؤولين الحكوميين عند الازمات، ولكن نقول للذين يشكون من إنقطاع المياه، يعني انتو عاوزين تكونوا أفضل من السلف الصالح ؟الذين كانوا لا يجدون ماء للوضوء؟وهل تريدون أن تكونوا أفضل من أجدادكم، الذين كانوا يشربون من الحفير والبير من الترعة ومن الحمام؟، ويشدون الرحال إلى أماكن لم يبلغوها إلا بشق الأنفس (بل مازال البعض يشد الرحال أو يشد عربة الكارو) باحثين عن الماء؟ فالحكومة التي رفعت الدعم عن الكهرباء مؤخراً، ننصحها برفع الدعم عن المياه، التي هي أصلاً غير متاحة لغالبية المواطنين، وحتى يرتاح المواطنون من المن والأذى الحكومي، وبأن الحكومة توفر للمواطنين المياه بسعر التكلفة، وأحياناً تبيع الحكومة المياه للمواطنين بالخسارة!!
***********

طه مدثر – صحيفة الجريدة

Exit mobile version