بالفيديو.. إندبندنت: ظاهرة الجلد بالسياط في حفلات الزفاف السودانية صامدة أمام اختبار الزمن

شرت صحيفة إندبندنت البريطانية (The Independent) تقريرا عن ظاهرة الجلد بالسياط لدى السودانيين خلال مراسم الزفاف، وقالت إنها تقليد قديم لبعض القبائل في شمال السودان، ولا يزال مستمرا حتى الآن.

ووصف التقرير عملية الجلد -التي تُسمى محليا “البُطان”- بأنها تتم باصطفاف أصدقاء العريس جنبا إلى جنب لينتظر كل منهم دوره في الجلد من قبل العريس، مضيفا أن هذا الجلد الذي يُنفذ على ظهور عارية لا يخلو من الدم والألم، لكنه لا مجال فيه للدموع أو الحركة، أو حتى اهتزاز أي عضو، حتى العيون لا يُقبل أن تحرك رموشها.

وقال التقرير إن القبائل السودانية التي تمارس هذا التقليد -وأشهرها قبيلة الجعليين في الشمال- تعتقد أن الجلد بالسوط وسيلة لإظهار الفروسية والصبر والقدرة على التحمل وشجاعة الرجال، مشيرة إلى أنه وبسبب نفوذ قبيلة الجعليين إلى حد كبير انتشرت الظاهرة في أغلب الريف والمدن الشمالية.

تقليد قديم
هذا التقليد -الذي يمارسه الشباب إما لإثبات تقديرهم لصديقهم العريس أو لسداد دين الجلد القديم- لا يوجد من يؤكد بداية ظهوره في التاريخ، لكن كثيرين يفترضون أنه يعود إلى بدايات القرن الماضي، رغم أن بعض الدراسات تشير إلى تاريخ أقدم من ذلك بكثير.

يقول الشيخ مختار سالم -عضو المحكمة المدنية، وأحد شيوخ قبيلة الجعليين بمدينة المتمة بولاية نهر النيل- إن “البُطان” يمثل جزءا من التراث الحضاري لسكان المنطقة، ويعني بالنسبة لهم الصبر والفروسية، كما أنه أحد وسائل العقاب، وهو أكثر أمانا وأكثر إيلاما.

وفيما يتعلق بأداة الجلد “السوط”، فهو مصنوع من جلد الحيوانات، ويُدهن بالقطران من وقت لآخر لمنحه مرونة، وتصبح لسعته أكثر إيلاما، كما يجب أن يكون بطول معين حتى لا يتشقق أثناء الجلد، ويميزه مقبضه المزخرف عن السوط العادي الذي يستخدمه الرعاة.

أنواع عديدة
وقال سالم أيضا في الماضي كان الجلد أشد قسوة وأكثر إيلاما، ولا يقتصر الأمر على الكتفين والظهر كما هي الحال هذه الأيام، وهناك العديد من أنواع الجلد؛ فهناك جلد الشرف من باب المجاملة للعريس في الأعراس، وجلد التخويف الذي يقع بين شخصين حتى يستسلم أحدهما، وجلد الانتقام على من عليه دين “دين من الجلد”، وأخيرا جلد التنافس للحصول على التميز وكسب الإعجاب، وهذا ما يحدث عادة في حفلات الزفاف، بهدف جذب انتباه الفتيات.

ولدى جيل اليوم تصورات مختلفة عن هذا التقليد، إذ يقول الطالب الجامعي حسام فاروق إن “البُطان” علامة على التخلف، حيث يعتمد على القوة والتحمل الجسدي لإظهار الصبر والشجاعة والفروسية. وحسب رأيه، فإن القوة لا تعتمد فقط على العضلات، بالإضافة إلى أن المحاكم لم تعد تقر الجلد كعقوبة جنائية، وتعتبره يتعارض مع حقوق الإنسان.

أما عفيفي أحمد -من قبيلة الجعليين- فيقول إن العكس هو الصحيح؛ إذ يراه مصدر فخر واعتزاز.

وحسب عباس أحمد الحاج، الباحث في التراث الثقافي السوداني، فإن “البُطان” تقليد وتراث مرتبط بالاستعدادات للحرب، وكذلك تربية أجيال قوية وفخورة لا تخشى الألم.

لمشاهدة الفيديو أضغط هنا

الجزيرة نت

Exit mobile version