*عندما تم التوقيع على إتفاق سلام جوبا ، بلغت بنا الفرحة مبلغاً وصل لحد النشوة ، وتفاءلنا تفاؤلاً فاق كل الحدود ظناً منّا بأن المأساة السودانية المتمثلة في أزمة الحكم قد وصلت نهاياتها وأن بزوغ الفجر السوداني قد أزِف وتنفس عن صبح الميلاد ، وسيتوقف صوت البندقية وأزيز المدافع ، والإشكال في بلادنا قد طال الجنوب والغرب والشرق والوسط والشمال ، وكان لكل بلادنا مشكلة في إتجاهاته ، وإستفحلت مشكلة الجنوب وهي التي كانت أعلى صوتاً لأنها بدأت بالرصاص وانتهت بالإنفصال، وتفجرت أزمة دارفور التي هزت الضمير الإنساني ولما تم توقيع إتفاقية سلام جوبا كانت الفرحة الغامرة لبداية صفحة جديدة من السلام والعدالة والحرية ، أو هذا مايُنتظر..فمانستطيع توكيده أن الإتفاقية قد عالجت جُل أو قل كل قضايا المسارات ،هذا من حيث التنظير ، أما من حيث التطبيق فإن شيطان التفاصيل قد لاحق الإتفاق ، وظهرت توقيعات أطراف العملية السلمية الظاهر الذي إنتشى الناس له ، والمستتر الذي إبتأس بعض الناس منه ، لأنه أكد على أن الشقاق والنفاق والإنشقاق ، ظاهرة ضاربة بجذورها في الذهنية السياسية السودانية بإمتياز، فاذا إستمر الوضع على هذا المنوال سيقف غصة في حلق إتفاق السلام للأسف الشديد.
*فالصراع الحاد الذي يدور فيما بين القدامى والقادمين من جهة وبين قوى الحرية والتغيير التي وجدت لها شركاء في الفشل هم أطراف العملية السلمية الذين حازوا على سبعة وزارات وخمسة وسبعون مقعداً في المجلس التشريعي وثلاثة مقاعد في المجلس السيادي ، وهذه الشراكة ذات القسمة الضيزى كان نصيب الوسط والشمال منها ظلماً بيناً فكأنما الهامش تحول من الهامش التقليدي الى هامش الوسط والشمال ، وعلى التحقيق برغم الظلم فإن هذه المسارات لن تتخلى عن العملية السلمية ولن ترمي الإتفاقية وراء ظهرها ،فالصراع الداخلي في الجبهة الثورية بشقيها منتظر منهما ان يضعا مسار الوسط والشمال نصب اعينهما فأكبر كثافة سكانية توجد في الوسط واكبر المشاريع الزراعية والصناعية في الوسط فإن صبر اهل الوسط فليعلم الآخرون :إن للصبر حدود .
*فإن المحنة التي تعاني منها بلادنا وقوى الثورة التي تراعي تطلعات الجماهير التي خيبت امالها موازنة الدكتورة هبة ولم تعلم من يصرف انظار الجماهير عن القضايا الاساسية وتحويلها إلى معركة المناهج ، ثم زيادة اسعار الوقود والخبز واسعار الكهرباء ، سواء ان كانت الحكومة تدري او لا تدري بأنها مستمرة في السياسات الاقتصادية التي ادت الى الانفجار الشعبي الذي ولدت معه ثورة ديسمبر ،فإن هذا المناخ الذي يخلق حاضنة قوية للتوتر السياسي فإن اطراف العملية السلمية عليهم ان يستصحبوا معهم الواقع المأزوم وأكثر من ذلك عليهم ان لا يشاركوا الحكومة في وأد حقوق الوسط والشمال ، فروح الشراكة التي دخل بها الوسط هذا الاتفاق ينبغي النظر اليه بحق الشريك وحق الشريك لا يسمح بهذه القسمة غير العادلة والتي قد تفجر الاوضاع بطريقة لا تهدد الاتفاقية وحدها ،انما تهدد الوطن كله ..ولات ساعة مندمٍ..وسلام ياااااا وطن .
سلام يا
المستشارين الذين استبعدتهم لجنة ازالة التمكين من الخدمة بحجة ان هنالك خطأ في تعيينهم نسأل الاستاذ نصر الدين عبدالباري وزير العدل هل خطأ التعيين هو خطأ المعيِّن أم المعيَّن ؟!وهل كان في ادائهم خطأ او ضعف ام انهم كفاءات افضل من الكفاوي التي تحكمنا اليوم ؟!..العدل العدل يا أهل العدل ، وسلام يا ..
***********
حيدر احمد خير الله – صحيفة الجريدة