• يؤدي الجيشُ السودانيُّ هذه الأيام، بعد غيابٍ سنينَ عدداً؛ واجبَه المقدسَ في تنفيذ قَسَمه التاريخي؛ في حمايةِ البلاد والعباد، وهو يتصدَّى لمعركةِ السيادةِ والشرفِ والعرضِ الوطني.
• ويظل الاختلافُ بين أبناءِ الوطن الواحد ومكوِّناته العسكريةِ والمدنيةِ تفاعلاً داخلياً يحملُ السوءاتِ والحسنات، لكن حينما يمُسُّ التهديدُ ترابَ هذا الوطنَ فإن التناقضاتُ تزولُ وتصبحُ الجبهةُ الداخليةُ واحدةً موحدة، إذ لا شعارَ يعلو سوى (نحن جندُ الله.. جندُ الوطن).
• يرتقي الشهداءُ في الجبهةِ الشرقية، ويتضرَّجُ الجرحى بدمائهم، والاغتيالاتُ الغادرةُ تطالَ نساءنا واطفالنا، والخطُّ الأحمرُ يتم تجاوزه بغيرِ رجعة، إلا بالدم، أو تراجعِ المعتدي الإثيوبي.
• وصولُ رئيس مجلس السيادة؛ القائدِ العام للقوات المسلحة للحدود الشرقية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان؛ في توقيتٍ هو الاخطرُ في سيناريو التصعيدِ الاثيوبي، يعني أن الخرطومَ لم تعُدْ تلتفتُ إلى الوراء، بل إن الخطواتِ حُسمتْ في الذهاب قُدماً نحو التحريرِ الكاملِ والشاملِ لكل الأراضي السودانية؛ التي فرَّط فيها نظامُ الإنقاذ في سقطةٍ من غفلاتِ التاريخ.
• نحن مطالبون بأكثرِ من أي وقتٍ مضى بالالتفاتِ إلى سيناريوهات السقوطِ المريعِ التي تمارسها الجارةُ التاريخية لحلِّ تناقضاتها التاريخية على حسابِ بلادنا وترابنا، فالسودانُ ليس حديقةً خلفيةً لكلِّ من أراد أنْ يحسمَ مشكلاتِه أو يُلقي نفاياتِه السياسيَّة أو يشغِل رأيَه العام.. بل آن الأوانُ ليعرفَ كل معتدٍ أثيمٍ ثمنَ تجرؤه على هذه الأرض التي قال فيها البرهانُ إنها لنا.
• إن الجيشَ مطالبٌ بتنفيذِ قَسَمِه المقدَّس في حمايةِ هذه الحدود، لا يشغلُه عن مهمته سوسُ الفلولِ أو تلجلجُ السياسيين أو مخاض المدنية؛ التي نريدها بأكثر من الأكسجين.
• حقُّ الشهداء الذين ارتقوا بفعل الغدرِ والخيانةِ وحساباتِ السياسة لا تراجعَ عنها.
• والموتُ أهون ملايين المرات من أن يكون السودان لقمةً سائغةً يهينها كل من تسوُّل له نفسه، فعهد طأطأةِ رأسِ السودان؛ ولَّى إلى الأبد؛ ولَّى بشموخ الثورةِ البهية، يا سعادةَ رئيس مجلس السيادة؛ وسعادة رئيس الوزراء.
• لغةُ السفيرِ الإثيوبي بالخرطوم، أمس، ومفرداتًه وأسلوب حديثه وانفعالُه يجسِّد بكل وضوحٍ معاني التجرؤ والوقاحةِ وقلةِ الحياء؛ فليطردُ هذا السفير المتطاول؛ تطارده لعناتُ الشهداءِ وأبناءِ الوطن.
• لا يوجد دبلوماسيٌّ مؤهلٌ ومحترمٌ في العالم يمكنه أن يتجاوزَ اللغةَ الدبلوماسية؛ ليُلقي بعبارات الصلف والغرور؛ كما فعل سفيرُ أديس أبابا، إلا إذا كان متعمداً استفزازَ الخرطومَ لخوض حرب، بالتأكيد هو لا يعلم أن تعدادَ سكانه لن يكون كافياً لإيقافها.
• الخرطومُ مطالبةٌ الآن بتعزيزَ معنوياتَ جنودها وجيشها ودعمه؛ عبر استدعاءِ السفيرِ الاثيوبيِّ عقب تصريحاته التي تصبَّ الزيتَ على النار، وإخطاره رسمياً؛ بأنه غير مرغوبٍ فيه.
• هذه الأرضُ لنا، فليعشْ سودانُنا علماً بين الأمم.
صحيفة السوداني