صلاح الدين عووضة يكتب : ثومــة!!

كلٌّ منا يحب أشياء..

ويكره أخرى… فهذه طبيعة البشر..

وكذلك أشخاص يحبهم وآخرون يكرههم؛ دونما أسباب واضحة بالضرورة..

ومن الأشياء الغذائية التي كرهتها الثوم..

وبلغ هذا الكره – يوماً – حد أن تطوّر إلى عقدة نفسية… ذات أعراض فسيولوجية..

وكان ذلك أثناء صلاةٍ للتراويح في أحد أشهر رمضان..

وكانت تؤدى بباحة المسجد؛ وتجشأ الذي على يميني رطل ثومٍ في وجهي..

وقد كان الهواء – لسوء حظي – يهب عنيفاً من جهة الجنوب..

فأحسست بدوار لم أستطع معه إكمال ما تبقى من الصلاة….. فخرجت فوراً..

ولم أصل التراويح بمسجدٍ مذ ذاك اليوم… وإلى يومنا هذا..

وعندما كبرت – وكبرت مداركي الدينية – عرفت أنها أصلاً لا تؤدى جماعياً..

لا بالمسجد ولا في الشارع؛ فهي سنة (بيتية) إن جاز التعبير..

ورسولنا – عليه صلاة وتسليم – كان يكره الثوم… ويكره أن يأتي آكله إلى المسجد..

فكل ما يسبب أذى للمصلين على صاحبه أن يلزم بيته..

ومن أنواع هذا الأذى أمراض البرد… والتي تنشر العدوى عن طريق العطس..

فإن كان بسطاء الناس لا يعلمون فعلى الأئمة توعيتهم..

وكذلك الخليفة عمر كره الثوم إلى درجة الجهر بكراهيته هذه من على المنبر..

وقال إنه ما يظن إلا أنها شجرةٌ خبيثة..

وأمر – كما النبي – من يصب منها ألا يقربن المسجد حتى لا يتأذى منه المصلون..

ولكن لا أحد من أئمة مساجدنا الآن يفعل ذلك..

مع إنه من أبسط التوجيه الذي يُفترض أن يسمعه الناس عند كل صلاة جمعة..

بأكثر من توجيه (عدم الخروج على الحاكم)..

وجراء مقتي للثوم هذا، كرهت أطعمة أحبها خارج دائرة التي (تُصنع على عيني)..

أي بعيداً عن التي تُعمل على مزاجي؛ وفي محيطي الخاص..

كلٌّ منا يحب أشياء..

ويكره أخرى… فهذه طبيعة البشر..

وكذلك أشخاص يحبهم وآخرون يكرههم؛ دونما أسباب واضحة بالضرورة..

ومن الأشياء الغذائية التي كرهتها الثوم..

وبلغ هذا الكره – يوماً – حد أن تطوّر إلى عقدة نفسية… ذات أعراض فسيولوجية..

وكان ذلك أثناء صلاةٍ للتراويح في أحد أشهر رمضان..

وكانت تؤدى بباحة المسجد؛ وتجشأ الذي على يميني رطل ثومٍ في وجهي..

وقد كان الهواء – لسوء حظي – يهب عنيفاً من جهة الجنوب..

فأحسست بدوار لم أستطع معه إكمال ما تبقى من الصلاة….. فخرجت فوراً..

ولم أصل التراويح بمسجدٍ مذ ذاك اليوم… وإلى يومنا هذا..

وعندما كبرت – وكبرت مداركي الدينية – عرفت أنها أصلاً لا تؤدى جماعياً..

لا بالمسجد ولا في الشارع؛ فهي سنة (بيتية) إن جاز التعبير..

ورسولنا – عليه صلاة وتسليم – كان يكره الثوم… ويكره أن يأتي آكله إلى المسجد..

فكل ما يسبب أذى للمصلين على صاحبه أن يلزم بيته..

ومن أنواع هذا الأذى أمراض البرد… والتي تنشر العدوى عن طريق العطس..

فإن كان بسطاء الناس لا يعلمون فعلى الأئمة توعيتهم..

وكذلك الخليفة عمر كره الثوم إلى درجة الجهر بكراهيته هذه من على المنبر..

وقال إنه ما يظن إلا أنها شجرةٌ خبيثة..

وأمر – كما النبي – من يصب منها ألا يقربن المسجد حتى لا يتأذى منه المصلون..

ولكن لا أحد من أئمة مساجدنا الآن يفعل ذلك..

مع إنه من أبسط التوجيه الذي يُفترض أن يسمعه الناس عند كل صلاة جمعة..

بأكثر من توجيه (عدم الخروج على الحاكم)..

وجراء مقتي للثوم هذا، كرهت أطعمة أحبها خارج دائرة التي (تُصنع على عيني)..

أي بعيداً عن التي تُعمل على مزاجي؛ وفي محيطي الخاص..

ومنها الفتة… وسلطة الروب… وسلطة الباذنجان؛ فلا أقربها أبداً في المناسبات..

وفي يوم دعاني زملاء دراسة إلى (كرامة) بمسجد الحي..

ففوجئت بصحون ضخمة مُلئت جميعها فتة… وتفوح منها رائحة (قدحة الثوم)..

فاضُطررت إلى ابتلاع بضع لقيمات… وكأنني ابتلع دواءً..

ثم أفرغتها من جوفي ما أن غادرت الجامع؛ ومعها بقايا كل طعام آخر… وشراب..

ومن أهازيج الطفولة التي كرهتها (الفتة أم توم حمتني النوم)..

وصديق مصري سألني ذات مرة: لماذا تعشق أغاني حليم وتكره روائع (الست)..

فلم أجد رداً أنسب من الذي خطر على ذهني… عفوياً..

وهو: ربما لأن أم كلثوم لها اسم دلع اشتهرت به..

ثومــــة!!.

صحيفة الصيحة

Exit mobile version