تقول قصة الإستقصاء الصحفي يومذاك أنه لما تم إختيار الدكتور عبد الحليم إسماعيل المتعافي واليا للخرطوم التمس من الرئيس السابق البشير ثلاث التماسات مدهشة… الأولي ..أنه لايريد أن يصبح رئيسا للمؤتمر الوطني في الولاية كما جرت العادة وأن يعفي من حضور ومناشط الحزب … أما الثانية ..فألا يطلب منه تقديم خطاب سياسي في مهرجانات وحشود المناسبات السياسية … والثالثة ألا يرأس لجنة أمن الولاية ويترك ذلك كليا لمدير شرطة الخرطوم وأن يكتفي هو بتلقي التقارير وإصدار الموجهات العامة ..تقول الرواية :- أن البشير قبل منه الإلتماسين ..الأول والثاني ورد عليه الطلب الأخير
ــ كان المتعافي يريد أن يتحلل من قيدي السياسة والحزب وينطلق لمهمته التي حددها مستوي الحكم الولائي … وغض النظر عن الإتفاق مع تقديرات المتعافي أو الإختلاف معها .. فلم يسمع للمتعافي وهو علي كرسي قيادة الولاية أي خطاب سياسي مضاد أو عدائي لأحد ألوان الطيف السياسي والمجتمعي في الخرطوم … وهو الشئ الذي جعل كل معارك الوالي خدمية وتنموية … علي أيامه إغتنت كثير من شركات المقاولات وشركات الزراعة والصادر التي يمتلكها معارضون كبار لأن باب الاشتراك في العطاءات كان مفتوحا … وتستطيع لجان تفكيك التمكين في الولاية مراجعة ذلك من سجلات وزارات البني التحتية والتخطيط العمراني والزراعه والمالية فإن عجزوا عن العثور عليها تبرعنا لهم بالقوائم
ــ كان المتعافي ومن بعده الخضر وعبدالرحيم ومن قبلهم المرحوم مجذوب يفهمون أن ميدان الولاية ليس مكانا للخصومات الحزبية والسياسية وليس مكانا لإشعال معارك التباينات الفكرية والمشارب الحزبية … كان الوالي منهم يعلم أن مواد الإمتحان الذي يجلسون إليه هي … كم مترا مكعبا من مياه الشرب انتج لرعيته؟ وكم دارا للعلاج وكم مقعدا دراسيا أضاف وكم مترا مربعا من الأسفلت الأسود بسطه علي الأرض؟. .. ولهذا لا تحفظ الذاكرة العامة لولاة الخرطوم أي حدة أو تهور في الخطاب السياسي ضد الخصوم .. مع أن الخرطوم هي حاضنة المركز الذي تشتعل فيه (داحس وغبراء) السياسة السودانية
ــ حتي ولاية نهر النيل (المنكوبة) نأي ولاتها مذ عبدالله مسار مرورا بود البله الذي كنت شاهدا علي سهره علي إنجاح الحوار السياسي والمجتمعي بمهارة وإقتدار إلي آخر الولاة العسكريين في عهد المجلس العسكري الذي سبق جلوس (عجوبة) علي مقعد رئاسة الولاية …
ـــ تتدرج مقامات التوصيف للقادة الذين يضعهم التاريخ في مقاعد قيادة الشأن العام … فيوصف المبرزون منهم بالنباهة والذكاء والقوة ثم تنحدر التوصيفات لتصف الفاشلين منهم بالغباء والجهل والحماقة … وهؤلاء معروفون من خططهم الجوفاء وإدارتهم الخرقاء …. وخطاباتهم للناس ..
ــ أما السيدة والي ولاية نهر فقد نحتت لإسمها توصيفا يخصها هي وحدها … فصلته علي مقاسها وارتدته وسارت به بين العالمين
ــ استمعت لهذه السيدة في ثلاث مناسبات .. الأولي تحدثت عن تكسير سد مروي .. والثانية عندما طلبت من الناس إن ظهرت علي جيرانهم آثار نعمة إن يتقدموا فورا للتبليغ عنهم ..ثم الثالثة تلك التي تعرضت فيها ل(الشريف الرضي) وهي لاتعلم عنه شئ فأوقعها جهلها لاستلاف خطاب السوقة .. ثم أقسمت أن كل موظف نال حقا وحظا في الوظيفة العامة بالقانون ولكن لونه السياسي يثير لها العطاس والحكة فإنها ستسلبه ذلك الحق ..!!
ــ مثل هذا السلوك يضع كليلة النظر هذه في موضع المساءلة القانونية الجنائية عاجلا أو آجلا عن كل من تشان سمعته ويسلب حقه فهي المدان الأول بحيثيات لاتقبل النقض
ــ هذي الحمقاء لم تجد من يخبرها أنه حتي فعايل الشر تحتاج لشئ من الدهاء والحذر والمواراة ولايهتف بها بهذه الطريقة الخرقاء …
ــ للأسف …هذه السيدة أساءت ( للثورة) التي حملتها إلي هذا المقعد ..إن كانت هنالك ثورة ..بل أكاد أجزم أن حمار نوم ثقيل الدم أخذها وأجلسها في ذياك المقام ..ثم أساءت لعصبة النساء وكلية المرأة التي اختيرت لتمثلها وتكون رمزا للنساء في الحكم …ثم أساءت للحزب الذي دفع بها لقوائم الترشيح…ثم أساءت للحظة التاريخية التي عجمت كل تلك العيدان فأختارت هذه ( الفرطوقة) ..والفرطوق نوع من الأخشاب عبث به السوس فجعله لايصلح لاللبناء ولا لإيقاد النار ..تلقيه علي الأرض فيصدر تلكم العجاجة وذاك الصوت ( التخين) بلانفع ثم جلعت لمفردة ( كفاءات) طعما مرا وحامضا ورائحة تسد منها الأنوف
ــ من يخبر هذه الغشيمة أن فصل الإسلامييين في مبتدر السبعينات من الوظائف العامة جعلهم يصبحون حزب المثقفين والأكاديميين الأول في السودان وحصدوا بعد عقد ونصف كل دوائر الخريجين .. ومن يخبرها أن فصل اليساريين في عشرية الإنقاذ الأولي جعلهم يسيطرون علي مفاصل المنظمات الدولية والإعلام الإسفيري
ــ من يخبرها أن الفصل التعسفي لايقضي علي الخصوم ولكنه يزيد تحفيزهم ويشعل حماستهم ويضاعف إصرارهم علي كسب المعارك ويجعلهم يفتحون آفاقا جديدة ..
ــ هذي دروس ملقاة علي قارعة الطريق ينتبه لها الأذكياء… أما (العبطاء) فيمتنعون ….
حسن إسماعيل