(1 )
قصة ذلك الاحمق الذي سأل الله قائلا “اللهم ارزق فلان بعدد صفق الشجر لكي يسلفني متى ما طلبت منه ذلك”. قفزت هذه القصة إلى ذهني الاسبوع المنصرم والسيد استفين منوتشين وزير الخزانة الامريكي وهو يضرب اكباد الطائرات قاطعا المحيطات والبحار والضهاري تاركا واشنطون ومبنى الكونغرس فيها يتعرض لهجوم مباغت وشرس ليحط رحاله في ضاحية سوبا بالخرطوم حيث السفارة الامريكية ليوقع على قرض بمليار دولار !!! لا يخرج من خزانته لخزانة السودان الخاوية انما للبنك الدولي الذي تملك الولايات المتحدة اكبرعدد من الاسهم فيه (من دقنو وافتلو) لكي يقرض هذا الاخير السودان مبلغ مليار دولار سنويا بعد توقف دام اكثر من عقدين لفشل السودان في الايفاء بالتزاماته تجاه البنك الدولي فيا ترى من الذي دعا للسودان لأن يرق قلب الولايات المتحدة لكي تدفع للبنك الدولي (ولدها) لكي يسلف السودان؟ الم يكن في مقدور هذا الاحمق أن يدعو أن تمنح الولايات المتحدة السودان كذا مليار دولار مباشرة او تأمر حلفاءها الاثرياء بأن يقرضوا السودان كذا مليار (ناس يمنحوها عشرات المليارات من الدولارات وناس فد مليار سلفة وباللفة ) شفتوا الخيانة دي كيف؟
(2 )
ليت المليار (ابو لفة) المشار اليه كان دولار ابو صلعة عادي لا بل كان دولارا ابراهيما والاشارة هنا لاتفاق السلام العربي/ الاسرائيلي المسمى باتفاقية ابراهيم والاشارة هنا لسيدنا ابراهيم ابو الانبياء عليه السلام باعتباره رسول الديانات التوحيدية اليهودية والمسيحية والاسلام تلك الاتفاقية تمخضت عن صفقة القرن في اغسطس 2020م والرامية للتطبيع العربي مع اسرائيل وقد ابتدرتها دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ثم المملكة المغربية واخيرا السودان . المعلوم أن عملية التطبيع مع الامارات والبحرين والمغرب قد اقيمت لها احتفالات ضخمة فغطت الطائرات السموات وفرشت الابسطة الحمراء في الطرقات ولكن هاهي في السودان تتم خلسة (عرس الكورة ) في السفارة الامريكية بسوبا ويوقعها نصر الدين عبد البارئ وزير العدل نيابة عن حكومة السودان بشقيها المدني والعسكري وبدون حضور اسرائيلي وهاهو وزير خارجية اسرائيل يرحب بما تم في سوبا ويبقى السؤال اين خارجية السودان؟ لا بل اين حكومة السودان بس كفاية نصر الدين وتصريحه بأن عهدا جديدا من السلام والمحبة قد بدأ دون اي ذكر لكلمة اسرائيل ؟
(3 )
اذن ياجماعة الخير إن السودان قد (اكلها) في علية التطبيع اذ تمت بدون زوبعة ومليارات واكتفى السودان بمهر الخروج من القائمة الامريكية اللعينة ومع ذلك دعونا لا نتسرع و نصبر صبرا يبل اللابري فربما كان هناك اتفاق أن يكون التطبيع (كورة) اي بدون مهرجانات حب واعياد لرفع الحرج عن الذين قالوا لا تطبيع بدون مجلس تشريعي منتخب وربما تكون هناك صفقة غير معلنة وسوف تعلن منجمة مثلما الذي وقعته السيدة هبة مع مدير بنك التصدير والاستيراد الامريكي بأن يقرض البنك مليار دولار لشراء منتجات امريكية (تطير عيشتنا نحن غير المليار الواحد دا ما في لينا ؟) ربما يكون هناك تغيير في استراتيجية التطبيع نزولا عند المتغيرات التي حدثت برحيل ترامب وقدوم الديمقراطيين للحكم وذلك بان يكون التطبيع بين السودان واسرائيل انسيابيا كالظل لايحس به احد لزوم حاجات وغايات وغير معلنة . خلاصة قولنا هنا أن التوقيع على التطبيع قد تم في سوبا غرب يوم الاربعاء 6 يناير 2021 ولكن بدون جمهور (ربما لزوم الكورونا) وبهدف تسلل ولكن تقنية الفأر احتسبته.
عبد اللطيف البوني – صحيفة السوداني