الانتباهة او لاين
الرئيسية/الأخبار
السودان: محمد عبدالماجد يكتب: إذا كان سائق وزير المالية للمال سارقاً!
يناير 7, 2021
محمد عبد الماجد
(1)
] أدهشني هذا الخبر الذي جاء في صحيفة (الإنتباهة) الثلاثاء الماضية، وربما لدهشة الخبر فإن عرضه هنا في هذه المساحة دون التعليق عليه يكفي لتوضيح (دهشته) وغرابته، لكن مع ذلك لا يمكن تجاوزه دون التعليق عليه.
] يقول الخبر: (ألقت السلطات القبض على سائق وزير المالية بسبب سرقة مصنع حديد شهير بالخرطوم، وكشفت مصادر متعددة لـ (الإنبتاهة) عن استخدام السائق سيارة الوزير في فتح الطريق لآخرين قاما بسرقة المصنع، واستخدم السرينة المعلقة بالعربة في فتح الطريق. وأوضحت أن السائق تم تعيينه أخيراً، بينما نبهت المصادر، الى ان التعرف على الجناة تم بواسطة كاميرات المراقبة في المصنع المسروق).
] هذا الخبر اعتبره (كارثياً) أكثر من خبر محاولة اغتيال الدكتور عبد الله حمدوك.
] هل وصل (الهوان) بالحكومة أن يفعل (سائق) وزير المالية هذا؟ ومن يقود لها السيارة مسؤولة عن خزائن الدولة وثروات السودان.
] ان كان سائق وزير المالية الذي تم تعيينه أخيراً بهذا (السوء) كيف يمكن أن يكون حال الآخرين؟
(2)
] وزير المالية لا تعفى من هذا التجاوز وتلك الجريمة التى رتب لها وشارك فيها سائق وزير المالية.
] كيف تم تعيين هذا السائق؟ ــ لو اتبعت الطرق السليمة والدقيقة في تعيينه في الوزارة ما كان يمكن أن يحدث ذلك.
] من الطبيعي أن تكون هناك مواصفات مهنية وأخلاقية ووطنية وخبرات طويلة وشهادات حسن السير والسلوك في من يشغل هذه المهنة ــ ان حدثت تجاوزات في أمر هذا السائق يمكن أن تحدث في مناصب اكثر حساسية واقوى تأثيراً.
] هذا مجرد (عامل) فكيف حال الموظفين؟ لا اشكك في نزاهتهم ولا اطعن في امانتهم، ولكن اقول ان نفذ الى الوزارة عامل بهذا (السلوك) يمكن ان يدخل (رتل) من الموظفين الفاسدين، خاصة من يتم تعيينهم حديثاً.
] هناك شرفاء في هذه الوزارات قدموا ابهى صور الامانة والتضحية والتفاني في الخدمة.
] المسؤولة هنا عندي وزير المالية وليس سائقها، وهي التى يجب ان تخضع للتحقيق والمحاسبة، ولا اريد ان اقول: (اذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص)، ولكن اريد ان اقول اذا كانت هناك تساهلات وتجاوزات في هذا الملف، فذلك يعني ان وزارة المالية (قاعدة في الصقيعة).
] لا استطيع ان اتخيل ان يكون هناك احد في وزارة المالية وسائق للوزير بهذا السلوك.
] سائق وزير المالية حاول ان يستغل (سرينة) سيارة وزير المالية وان يرتكب بهالتها جريمة سرقة.. ماذا سوف يفعل الذين يديرون او يتحكمون في منافذ وخصائص اكبر من (السرينة)؟!
] ان كانت (السرينة) مجردة تفعل ذلك بواسطة (سائق) الوزير.. فماذا يفعل اصحاب الصلاحيات الاكبر؟
(3)
] شيء آخر يجب أن نتوقف عنده، وهو كيف تُترك سيارات مسؤولين في مناصب دستورية وسيادية رفيعة هكذا (مطية) للآخرين والسائقين ليفعلوا بها وفيها ما يشاءون؟
] ماذا كان سوف يحدث لو أن الأمر كان أكبر من سرقة مصنع حديد؟
] يمكن استغلال هذه السيارة في امور اكبر، ويمكن ان تذهب السرقات نحو البنوك التى تكتنز فيها الاموال… خاصة ان السيارة سيارة وزير المالية شخصياً.
] لوحتها فقط تكفي لأن تفتح لها خزائن الدولة.. خاصة اذا كان هناك ترتيب وتخطيط لمثل هذه السرقات.
] ويمكن لهذه السيارة (الوزارية) الرفيعة ان تقضي حوائج غير قانونية وغير شرعية عن طريق تشغيل (السرينة) اذا كانت وزير المالية لا تراقب ولا تتابع حتى (السيارة) التى تركبها.
] من لا يستطيع أن يسيطر على (سيارته) هل يمكن أن يسيطر على ثروات السودان وخزائنه؟
] من لا يعرف ان يضبط اخلاقيات سائقه هل يستطيع ان يضبط اهم وزارة في الدولة وأكثر حساسيةً.
] دعكم من كل هذا.. هذه السيارة او غيرها يمكن حشوها بالمتفجرات لتكون الضحية وزير المالية نفسها من خلال تفجير السيارة في ظل الاستهداف الذي يلاحق وزراء الحكومة الانتقالية.
] الذي اعرفه ان سيارة أي مسؤول كبير يجب ان تكون خاضعة للرقابة، ويجب ان يكون تحركها مرصوداً من خلال (غرفة كنترول) تتابع سيرها وتحركاتها وتضعها تحت (الصورة) (24) ساعة.
] هذه بديهيات السلطة وأبجديات الأمن.
(4)
] بغم /
] حدثت سرقات كثيرة بسبب انتحال شخصيات ضباط من الجيش او الشرطة او قوات الدعم السريع… فالأمر ليس حصراً على وزارة المالية.
] وفي سبتمبر الماضي هرب سائق البنك السوداني المصري بسيارة خاصة بنقل الأموال، وبداخلها (500) ألف دولار من أمام البنك بالسلام روتانا أثناء حمل موظفين لصندوق يحتوي على (٣) ملايين جنيه من السيارة إلى داخل البنك.
] دققوا في هذا الجانب.
] انتبهوا لهذا الأمر.
] لا تنتظروا أن يحدث تجاوز على هذا الشكل في كل مؤسسة حتى تنتبهوا لهذا الأمر.
] حادثة واحدة تكفي للتنبيه والحذر واتخاذ الإجراءات الأمنية الواقية.
صحيفة الجريدة