بعد إعتذار مفاجئ لمجمع الفقه الإسلامي عن مؤتمر صحفي كان مقرراً عقده بسونا المجمع يصدر بياناً هاماً تعرف عليه

بيان مجمع الفقه الإسلامي الحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله؛ والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن ولاه. وبعد؛ جاء في القرآن الكريم على لسان سيدنا نوحٍ – عليه السَّلام – قوله لقومه: ( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ). وقال الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم:((الدِّين النصيحة))، قيل : لِمَن يا رسول الله؟ قال:((لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمَّة المسلمين، وعامَّتِهم))؛ رواه مسلم.

ومن هذا الباب وواجب المناصحة ننبه لعدة أمور نجملها في التالي:

أولاً : ظل مجمع الفقه الإسلامي مراجعاً لأولي الأمر ومناصحاً لهم فى شتى المجالات، سيما أمر المناهج، وقد خوَّل لنا المرسوم الدستورى رقم 70 حق مراجعة المناهج التعليمية والتربوية. والذي لم يأت التدخل فيه إلا من قبيل هذا الباب ((الدِّين النصيحة)).

والمرسوم الجمهوري رقم 70 الصادر من مجلس الوزراء الذي حدد السياسات والاختصاصات لكل وزارة، وعملاً بالنظام الاساسي لمجمع الفقه الاسلامي الذي يكفل له حق مراجعة المناهج التعليمية والتربوية.

ثانياً : نشكر حكومة الفترة الانتقالية علي ما قامت به من تدارك لشأن أمر المناهج وهو أمر مهم ظللنا ننادي به؛ ورغم تأخره إلا أنَّه يعتبر خطوة مهمة في الطريق الصحيح، ويضع الأمور في نصابها؛ وأداً للفتنة الدينية والمجتمعية التي كادت أن تحدث.

ثالثاً : إنَّ أمر التنشئة السوية، والتربية القويمة، والتعليم الراشد، يحتاج إلى إجماع الكلمة واحترام المجتمع، واستصحاب التنوع السوداني الأصيل والتواثق على رؤية توافقية، ينبغي أن تأتي عبر مؤتمر قومي جامع للتعليم.

رابعا: وقد قام المجمع بالدور المنوط به درءاً لتأجيج الصراع وشحن الأجواء بخطاب الكراهية التي علينا اجتثاثه من قاموس الحياة السياسية والدينية والاجتماعية في بلادنا؛ ودعى إلى أن يتولى أمر تعديل وتقويم وتطوير المناهج مؤتمر جامع من أهل الخبرة والاختصاص.

ختاماً: سيظل دور مجمع الفقه الإسلامي مناصحاً ولن تثنيه الهجمات المنظمة ضده عن القيام بدوره المنوط به، فالمناصحة هي التي عززت خيرية هذه الأمة: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)، وعلينا العمل _ مستصحبين حقيقة لا خلاف حولها وهي:

أن هذه الدولة السودانية بنيت على التوافق وهذه الثورة لم تكتمل إلا بوحدة كلمة أبناء وبنات هذا الشعب بمختلف مكوناته وأحزابه ومذاهبه وملله ونحله وطوائفه وجماعاته_ وهذا يوجب التروي والتثبت والتخطيط للمستقبل بأفق مشترك وروح واحدة تخفف من حدة الإنقسام الموروثة وتجسر هوة التباغض التي أورثنا إياها النظام البائد، وفي هذا السبيل لن نكترث للمخاشنات وفظاظة القول والإساءة بل سيكون نهجنا قوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)، والذي ندعو إليه هو أن يلتزم كافة الأئمة والدعاة والمشائخ بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة امتثالاً لأمره تعالى وتخلقا بأخلاق رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن لا نجنح للتفسيق والتكفير. حتى لا نقع فيما حذرنا منه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال:( أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَال وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ).

الخرطوم(كوش نيوز)

Exit mobile version